الخبرة والتمكن سببان
لاستقطاب المذيع
يتكرر حضور العديد من المذيعين في القناة الواحدة عبر العديد من البرامج التلفزيونية المتنوعة والتي قد لا تجد القبول من المشاهد من خلال تكرار وجه المذيع في برامج عدة مما قد يصيب المشاهد بالملل من عدم تواجد مذيعين آخرين يقومون بأداء الدور، وأحياناً يعطي الظهور المتكرر رسالة بأنه لايوجد أفضل من هذا المذيع في القناة الواحدة لأداء هذا الدور مما يكسب المذيع نوعاً من النجومية المطلقة على أقرانه من المذيعين في نفس القناة، مما يعني أن الأسباب قد تتعدد لتكرار ظهور المذيع عبر الشاشة، ولكن الأسئلة قد تحير المشاهد أو المتابع للقناة حول مدى استفادة المذيع من هذا الظهور أو هل يكون سلبياً في الوقت ذاته؟
الخبرة تولد الغيرة
في العديد مــن القنوات المحلية والخليجية يتم تطبيق هذا الموضوع الأمر الذي يبعث رسالة للمشاهد مفادها أن هذا المذيع متميز، قادر على أداء أكثر من دور، ولكن في الوقت نفسه قد يبعث على الغيرة من بقية زملائه له حيث لا يتم منحهم الفرصة للظهور رغم كفاءة البعض منهم التقديمية فيتم حجب الفرصة للظهور أمامهم ومنحها لغيرهم ممن يتكرر ظهورهم في أكثر من برنامج، وقد يتم الاستعانة بالبعض من المذيعين من باب الخبرة التي يمتلكونها خاصة في بعض المناسبات الخاصة لعدم الثقة التامة في المذيعين ذوي الخبرة القليلة تلك المناسبات التي تتطلب مذيعين متمكنين لديهم الحس التقديمي خاصة عند إجراء حوارات مع شخصيات معينة.
ظروف مادية
بعض القنوات تعتمد على تقليل الاستعانة بالطاقم الإذاعي من جهة، ومن جهة ثانية يتم إعطاء أكثر من دور للمذيعين المتواجدين في القناة لقلتهم واستخدامهم في أكثر من برنامج أو مهام أخرى حسب المناسـبات الرياضية الموجودة والأحـداث المتلاحقة، مما يجعل القناة في موقــف حرج أمام المشاهدين الذين باستطاعتهم تلمس ظروف القناة وعدم قدرتها على جلب المذيعين لعدم القدرة المادية مثلا لتحمل تكاليف رواتب المذيعين خاصة ذوي الخبرة والتي تتطلب ميزانية كبيرة في بعض الأحيان.
نكهة خاصة
البعض يتساءل عن المعايير التي من أجلها يقوم مسؤولو القناة في الاستعانة ببعض المذيعين في أكثر من جهة أو التنويع في بعض البرامج من حركة تدوير متعمدة بين المذيعين المتواجدين في القناة والفائدة المرجوة من ذلك رغم أن البعض يرى بقاء المذيع في نفس البرنامج ليكون متخصصاً فيه ويضفي نكهة خاصة عليه لايمكن تقبلها من أي مذيع آخر، في الوقت الذي يتم التركيز على مذيعين آخرين على برنامج معين لا يتم تطبيق هذا المعيار على برامج أخرى مما يجعل المشاهد مشتتاً بين الظهور المزدوج للبعض عبر أكثر من برنامج يتطلب الظهور بطابع مختلف عن الآخر.
التخصص مطلوب
مذيع القناة السعودية الرياضية ذو الخبرة رجاء الله السلمي أكد في تعليقه على هذا الموضوع بأن المذيع في مرحلة البدايات يعتبر الظهور له عبر عدة برامج ميزة تكسبه الخبرات المتعددة، أما فيما بعد اكتسابه الخبرة فمن الأفضل التخصص عبر برنامج معين لأن ظهوره في كل يوم عبر برنامج آخر سيفقده هويته كمذيع وسيفقد البرنامج الذي يقدمه هويته كذلك.
وأضاف: أنا مع تخصص المذيع لبرنامج معين، ولست مع فتح البرنامج لكل مذيع أو نقل المذيع من برنامج لآخر لأن هذه العملية ستسبب التشتيت للمذيع ولن تعطيه التركيز المطلوب للإبداع في برنامجه في الوقت الذي ستتم فيه محاسبته على أي خطأ والسبب هو وضعه في برنامج غير مناسب، والصحيح هو اختيار البرنامج للمذيع حسب قدراته ولأن هناك بعض البرامج يستقطب المذيع من خلالها المشاهدين عبـر اسـتخدام أسلوبه وتمكنه من التقديم.
تساؤل منطقي
مذيع قناة لاين سبورت التلفزيونية وإذاعة (يو إف إم) طارق الحماد فقال: إذا كان في القناة برنامج رئيسي أو خبري من الوزن الثقيل فأتمنى من المذيع أن يدق مسماراً في لوح ويبقى فيه ولايتحرك من هذا البرنامج، كما أنني أرى لو كان المذيع يقدم برنامجاً يوميا متميزا وجاءت له مهمة لقيادة أستوديو تحليلي مثلا في مباراة مهمة فلا يقدم على الظهور في ذلك الأستوديو إلا في حالة واحدة لو كان هذا الشخص هو الأنسب للظهور عبر هذا الأستوديو أو لايوجد من هو أكفأ منه للظهور لأن البعض لا يملك القدرة اللازمة من أجل التمكن من قيادة الأستوديو.
وأضاف: أنا مع التخصص الكامل في التقديم للبرامج رغم أن هناك حالالت ضئيلة جدا تطبق هذا الأمر، وسبق لي أن عملت في عدة مجالات في قناة لاين سبورت كالديوانية والأستوديو التحليلي وتغطية أحداث اجتماعية كالوفيات وغيرها ولكن في النهاية عندما أرى نفسي أتساءل لماذا أقدمت على الظهور بهذا الكم الكبير؟
فالتخصص مطلوب، وحالياً تخصصت في برنامج الهدف عبر القناة رغم أن هذا البرنامج يتوقف خلال شهر رمضان المبارك من أجل الظهور عبر برنامج الديوانية ولكنه لا يختلف في المضمون عن برنامج الهدف كونه حوارياً ولكن عدد الضيوف يكون أكثر.