2013-05-20 | 06:00 منوعات

صوت

مشاركة الخبر      

الدفع مقابل المشاهدة.. هي النظرية التي اعتمدت عليها الجزيرة الرياضية وهي تحتكر بث دوري أبطال آسيا .. وهي النظرية التي قوبلت بالكثير من المعارضة.. ولقيت ما لقيت من صنوف الشجب والإدانة والاستنكار.. الواقع أن الجزيرة الرياضية لم تفعل أكثر من ممارسة حقها التجاري في جعل المنافسة سلعة قابلة للعرض والطلب ولمن يدفع أكثر.
والجزيرة كقناة.. نجحت في التأسيس لإمبراطورية إعلامية منفتحة على تجارب الإعلام والعالم من حولها.. وهي كما الرأسمالية بوجهها القديم .. لم تتوان في حسابات الربح والخسارة حتى وهي تقدم المتعة على طبق من مشاهدة.. الذين يلومون الجزيرة على عدم تفريطها في حقوق البث.. قد يكونون أولى بلوم أنفسهم كونهم سمحوا للقناة بالمبادرة والتمدد في فضاءات الفرجة والبث قبل أن تفاجئهم بأن ذلك تم على سبيل الاحتكار.. بحساب المال وحسابات البزنس لا يمكن لوم الجزيرة لكن وفق حسابات أخرى يمكن التسديد في مرمى مغالاتها والتسبب في حرمان قطاع كبير من التمتع بحسنى المتابعة الآسيوية.
قريبا من نجاحات الجزيرة القناة الأم ومتفرعاتها من بقية القنوات تقف تجربة أخرى جديرة بالتأمل والمشاهدة.. وهي تجربة استثمار دبي في العقار والسياحة والاتجار في كل ما يبهر ويخلب الألباب.. دبي تتجه لتصبح هونج كونج العرب أو ربما تفوقت.. الشاهد أن دبي أصبحت "تخلع" الخواجات أنفسهم بما تقدمه من معمار وفنون تسوق وإبهار في مجالات الميديا المختلفة.. بين تجربة إمبراطورية قطر الإعلامية ودبي الاستثمارية أوجه شبه تتطلب الوقوف عندها والتدبر في مساراتها.. وهي تجارب ناجحة بكل ما تحمل العباراة من معاني ودلالات.
السؤال الآن.. هل تكتفي القنوات السعودية والإماراتية بانتظار مكرمات الجزيرة أم تبادر منذ الآن في وضع خطط مستقبلية لتبسط سيادتها على البث والمبثوث من بطولات ومسابقات؟.. فالواضح أن تفوق الجزيرة سيبقى مستمراً لسنوات بحكم الاحترافية والمنهجية بعيدة المدى.