متابعة الأهلي من فوق السطوح

جدة ـ احمد اللوقان

يعتقد البعض أن السكن بجوار مقرات الأندية الجماهيرية التي تقع في الأحياء السكنية يتسبب في إزعاج الجيران ومضايقتهم خاصة عندما تقام مباريات على ملاعب تلك الأندية، لكن الوضع في النادي الأهلي الذي تفتح واجهته على شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز "التحلية" بجدة، وتطل أسواره الثلاثة الأخرى داخل الحارة السكنية في حي الرحاب، يختـلف عما ذهب إليه البعض، فالجيران وأهل الحارة مستمتعون بما يحدث في هذا النادي رغم صخب وضجيج الجماهير والحركة التي لا تهدأ في الأمسيات طوال أيام الأسبوع حسب إفاداتهم لـ"الرياضية".

لطف والتزام
يقول محمد دوشان الذي يسكن في عمارة مقابلة للبوابة الجنوبية: لا أعاني أبداً من وجودي هنا، فالناس هنا لطيفة معنا وملتزمة، ولا أذكر أن حصلت لي مضايقة وأنا أسكن هنا منذ مدة طويلة.
وأضاف: الحـركة الـمـروريـة والازدحام ينحـصران في البحث عن المواقف فقط، ووقت المباريات، أي وقت الزحـمة، يتـواجد رجال المرور بشكل مكثف الأمر الذي يقلل من الفوضى ويحافظ على النظام، ويمنع الوقوف الخاطئ الذي يعرقل الحركة".

مركاز للجميع
ويؤكد تركي الخليوي الذي يسكن الحي منذ ثلاثين عاماً وعمارته مقابلة للبوابة الرئيسية للنادي أنه ليست له علاقة بكرة القدم ولا يميل لتشجيع فريق لكنه وضع مركازاً يجتمع فيه أهل الحي.
وقال "لا توجد مضايقات بالنسبة لنا، أصبحت أفرح بفوزهم وأتمنى لهم الخير كما أتمنى لباقي الجيـران ودائماً ما أكون سعيداً لهم وبهم وقت تجمعاتهم بعد الفوز عند بوابة النادي".

أطول عمارة
ويروي عدنان العمودي قصة عمرها سنتان ويقول: في لقاء الأهلي والفتح عام 2014 م الذي منع فيـه الجمهـور عن الحضور توجه بعـض المشجعين الأهلاويين لأطول عمارة مجاورة وكانت حينها جديدة وجاهزة للسكن لكن لا يوجد فيها سكان، تكلمنا مع حارسها وطلبنا منه السماح لنا بالتوجه للسطح ومشاهدة المباراة، ووافق بعد صعوبة وشاهدناها كاملة وكان معنا بعض الإعلاميين الذين قاموا بالتصوير".

جلسة يومية
توجهنا "للكوفي شوب" الموجود بجوار النادي، وتحدثنـا مع بعضهم، يقول حمدان الغامدي: أحضر هنا بسبب قرب الكوفي من النادي، وأنا أتواجد في النادي من عام 95 ه أي منذ أن كان في حي الكندرة لأكون قريباً من النادي.
وأوضح محيسن القـرشي: بيتي قريب من هنا لكن أحضر لأجل قراءة الصـحف ومعـرفة أخبار الأهـلي والأندية عموماً.
المشجع عبدالله الغامدي: الجميع أهلاويون هنا في مجلسنا، ماعدا اثنين فهما اتحاديان، نحضر بسبـب قرب المكان للنادي وحريصون على هذه الجلسة بشكل يومي.
ضحك وتجسس
وكان لا بد من أخذ الرأي الرسمي للنادي حول هذا الموضوع حيث يؤكد فهد عيد نائب الرئيس أنهم غير منزعجين من تواجدهم في حي سكني،
وقال: العمارات المجاورة للنادي والتي يتواجد بها رياضيون في بعض الأحيان لا تضايقنا، وأنا أضحك عندما أسمع عن كلمة تجسس، فالأندية الكبيرة واضحة وخططها مكشوفة، ولا يمكن تغيير شكل الفريق في تمرين مغلق.
وأضاف "نحن حريصـون على عدم إزعاجهم ونحاول طلب تكثيف رجال المرور وقت المباريات لكيلا نسبب لهم إزعاجاً، وهذا واجب علينا وهم من حقهم أيضاً.
وزاد "عدم أداء الفريق لمباريات رسمية على أرض النادي، يخفف من شدة الزحام، في موسم ٢٠١٣ـ ٢٠١٤ لعبنا مباريات الدوري هنا، بسبب إغلاق ملعب الأمير عبدالله الفيصل وقتها شهدنا زحاماً شديداً.
واختتم عيد حديثه قائلاً "ملعـب النادي مفتوح فقط لمباريات الفرق والفئات السنية، وهي في الغالب تلعب مبارياتها عصراً وهذا قد يخفف من مضايقة السكان المحيطين بالنادي ونحن أيضاً حريصون على عدم إزعاجهم".

دواعٍ أمنية
ويوضح ماجد الفهمي مدير المركز الإعلامي بالنادي أن مجلس الإدارة حريص جداً على عدم تنفيذ أي برنامج يتسبب في مضايقة أو إزعاج الجيران.
وقال "الإدارة منعتنا من تنظيم فقرة خاصة بالألعاب النارية الخفيفة عند حفل تدشين سيارة الأهلي لدواعٍ أمنية، ومراعاة لمشاعر الجيران، وذلك نابع من احترام حقوق الآخرين وعدم اختراق خصوصياتهم.

عمارة الأهلي
الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله كان قبل عدة أعوام اشترى عمارتين مطلـتين على النادي، وهما الأقرب لمركز الأمير عبداللـه الفيصل للناشئين والشباب ولملعب النادي، وحولهما إلى سكن خاص بلاعبي ومدربي الفئات السنية القادمين من خارج مدينة جدة، وحولت واحدة للاعبين الذين يسكنون مع عوائلهم وأخرى للعزاب، حرصاً منه على راحة المنتسبين للنادي.