2018-02-17 | 05:36 منوعات

الصحف تربح 100 مليون ريال

حوار : خالد الشايع 
مشاركة الخبر      

يملك الدكتور عبدالله الجحلان خبرة كبيرة في الصحافة السعودية، ربطها بالدراسة الأكاديمية، الأمر الذي جعله قادرا على تشخيص المشاكل التي تعاني منها، وطرق علاجها إن أمكن ذلك.

رأس تحرير مجلة اليمامة الرائدة منذ 1994، قبل أن يتنحى عنها، ويركز على عمله الأكاديمي، إضافة إلى وجوده في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية، وأمينا عاما لهيئة الصحفيين السعوديين.“الرياضية”، التقت بالدكتور الجحلان ليقيم واقع الصحافة ومستقبلها:

01

بحكم خبرتك، كيف ترى واقع الصحافة السعودية، هل ثمة تراجع في محتواها؟

من الصعب القول بذلك بشكل قاطع، نحن نتحدث عن مجموعة كبيرة من الصحف، من غير المعقول أن تكون كل الصحف بوسائطها المختلفة تراجعت، ولكن قد يكون هناك تراجع في مستوى بعض الصحف لعوامل متعددة، من أهمها فقدها لبعض الكفاءات، والتأثير المادي بسبب نقص الدخل، هناك أمور كثيرة أدت لأن يكون لدى بعض الصحف بعضا من التراجع المهني، ولكن عندما نريد أن نقارن الصحف السعودية بصحف أخرى، خاصة العربية، نجد أن صحفنا تأتي في مستوى متقدم.

02

تظل الصحافة السعودية ضعيفة خارجيا، ليس لها أي تأثير خارج السعودية، وتكاد تكون موجهه فقط للداخل؟

هذا حال أي صحافة عربية، تجدها موجهة للجمهور المحلي بالدرجة الأولى، ليس هناك قراء يتابعون الصحف الخارجية للحصول على الأخبار، كان هناك بعض التأثير لعدد من الصحف العربية، ولكن هذا التأثير سُحب منها أخيرا ولم يعد موجودا، صحفنا تميل للمحلية، ولو أنها ركزت على المحلية فقط لنجحت، ولكن المزاج الزائد للشأن الخارجي يفقدها الحضور، ذلك في عدا الشأن السياسي الذي يفرض نفسه على الصحف.

03

ما أكبر مشكلة قد تواجهها الصحافة السعودية؟

بالدرجة الأولى الدخل، فدخل الصحف المحلية تراجع بشكل كبير، بعض الصحف كانت تربح سنويا أكثر من 100 مليون ريال، والآن هي تخسر عشرين مليونا، هذه مشكلة كبيرة، بعض الصحف لا تستطيع تغطية تكلفة المحررين والطباعة، في تصوري هذا هو العنصر المؤثر الأهم، جعلها بدلا من أن تطبع 52 صفحة، وتزيد بالملاحق لـ64، الآن بالكاد تطبع

 28 صفحة.

04

هل أخطأت الصحف بالانتباه للمتغيرات من حولها، وتأخرت في التعامل معها؟

هذا أحد الأسباب، لم يكن التعامل معها جيدا، هناك عناصر متعددة، منها الإصرار الدائم على وجود مجالس إدارات دائمة، وعدم دخول التطوير، وعدم توظيف المال في أمور جانبية تساند الصحف، كان الاعتماد على الإعلان، وكان يُنظر له على أنه هو المنقذ الدائم، وعندما سقط الإعلان سقطت معه كثير من الصحف، وتعثرت.

05

هل هناك فرص سانحة للعلاج، أم أن الأمر بات مستعصيا ومستحيلا؟

المعالجات المتاحة تكون لزيادة تطويل العمر، أما القضاء على الوضع الراهن والعودة به إلى السابق، فلا يوجد حل لإعادة الصحافة لما كانت عليه، ذلك مستحيل، هناك عدة حلول قد تلجأ لها بعض الصحف، خاصة التي لديها باق من المال، بشرط أن تنعتق من الأفكار القديمة، والنظرة السابقة لإداراتها، ودخول قيادات تحرير تجمع بين المهنية والإحاطة بالتقنية الحديثة بالنسبة للجوانب الرقمية، التي يجب أن تعزز الصحافة، بدلا من أن تكون عالة على الإنتاج الورقي، يمكن أن تجمع بين أكثر من عنصر يشدها ويؤازرها.

06

لفترة طويلة وخاصة في البدايات، ظلت المواقع الإلكترونية الإخبارية تقتات على الصحف الورقية، إلى أي مدى أثر ذلك على الصحافة؟

الصحافة الإلكترونية سيصيبها ما أصاب الصحافة الورقة، آجلا أو عاجلا، التطبيقات الحديثة والتقنيات ستؤثر عليها هي الأخرى، ولو تابعنا الصحافة الإلكترونية سنلمس التأثير عليها، ولو عددنا الصحف الإلكترونية التي يمكن الاعتماد عليها ستجدها قليلة جدا، وتأثيرها قليل، ولديها ذات المصاعب التي تواجهها الصحافة الورقية.