رئيس الوحدة الجديد يكشف أسرار تكليفه.. ويتعهد بإغلاق ملف الديون خيمي: مهمتي ثقيلة
لمع اسمه بوصفه أحد نجوم الوحدة البارزين، الذين "سكبوا عرقهم" في الملاعب أكثر من 15 عامًا، نال خلالها شهرة واسعة، منحته حبًّا كبيرًا من جماهيره، التي زحفت وراءه لتشاركه مهرجان اعتزاله عام 2005 أمام بايرن ميونيخ الألماني.
مغادرة حاتم خيمي المستطيل الأخضر لاعبًا لم تُبعده عن أجواء النادي، فعشقه عاد به هذه المرة إلى قيادته من منصب الرئاسة، بتكليف رسمي من رئيس الهيئة العامة للرياضة، خلفًا للسفير محمد طيب، ليبدأ رحلة جديدة للدفاع عن فرسان مكة في معترك الدوري الممتاز بعد أن قرَّر الاتحاد الدولي لكرة القدم إلغاء عقوبة منع الفريق من تسجيل اللاعبين الأجانب.
الجنرال، كما يلقِّبونه، كشف لـ "الرياضية" عن تفاصيل تكليفه بالرئاسة، مستعرضًا منهجه الإداري، وتطلعاته المستقبلية للاستثمار الرياضي، ووضع ملامح تشكيل مجلس الإدارة الجديد، الذي يمزج بين الشباب والخبرة.
01
أعلن توصلكم إلى صفقات بارزة جديدة.. ماذا تم بهذا الشأن؟
بالفعل وقع اختيارنا على عدد كبير من أفضل نجوم الكرة السعودية في الوقت الجاري، وفي مقدمتهم أسامة هوساوي.. وهنا نشكر تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة على دعمه.
02
هناك توجه إلى استقطاب النجوم الذين غادروا النادي مرة أخرى؟
نرحب بعودة أبناء الوحدة القادرين على العطاء إلى بيتهم الأول؛ لأنهم قيمة كبيرة، وأصحاب تاريخ مشرِّف مع المنتخبات الوطنية، وعودتهم إلى مكة أقل ما يمكن أن يقدموه إلى ناديهم، الذي منحهم الشهرة والنجومية.
03
كيف ترى مهمة قيادتك الوحدة؟
لم أحمل طوال حياتي مهمة أثقل منها لسببين: الأول أن الوحدة كيان كبير، ورئاسته شرف لأي ابن من أبنائه، والثاني أنه تكليف من قِبل المستشار تركي آل الشيخ شخصيًّا، وهو في حد ذاته تشريف لي ولكل وحداوي، لذا قبلت المهمة.
04
لكنَّك رفضت المهمة نفسها
من قبل؟
نعم، رفضتها، لأنني وقتها لم أكن أستطيع التجديف بمفردي، ودون دعمٍ في وقت صعب للغاية، لكن بعد أن وجدت الوقفة التاريخية من المستشار تركي آل الشيخ مع النادي، ومقولته: إن الوحدة ناديه، وأنه مستعد لدعمه بلا حدود ليحقق البطولات، ويكون في أعلى المراتب. لم أجد سببًا يجعلني أرفض هذه المرة في ظل هذا الارتباط الكبير من قِبل أكبر شخصية رياضية في السعودية بممثل مكة المكرمة.
05
هل توقَّعت تكليفك بالرئاسة؟
بصراحة، لم أتوقَّع، ولم أعلم بالقرار إلا وأنا في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ في مكتبه مع زميلي عبد الله خوقير، وكان وقع الأمر كبيرًا عليَّ، ومن أكبر مفاجآت حياتي، على أن أكثر ما أسعدني تلك المشاعر الجيَّاشة، التي رأيتها من المستشار في حب نادي الوحدة، وحرصه الشديد على أن يعتلي منصات التتويج في أسرع وقت ممكن، فتحمَّست أكثر لخوض التجربة.
06
هل تتخوَّف من التجربة؟
لم أعرف الخوف طوال حياتي منذ كنت لاعبًا، مرورًا بمراحل إشرافي على الفريق، وحتى عندما أصبحت مستشارًا في لجنة الكرة، لذا لست خائفًا من التجربة، لأن الظروف كلها متاحة أمام المجلس الحالي لتقديم موسم تاريخي للنادي عقب التتويج ببطولة دوري الأمير محمد بن سلمان ليصبح أول نادٍ يحصل عليها بمسمَّاها الجديد.
07
كيف ترى جهد مَن سبقك؟
أقدِّر تمامًا ما قدمه الرؤساء السابقون من جهد وتعب، وسبق أن أعلنت على جميع المنابر الإعلامية، وسأعلنها دائمًا، أن هشام مرسي، والسفير محمد طيب لهما فضل كبير في هذا الإنجاز، فالأول تعاقد مع المدرب التونسي جميل قاسم، وأقنع الثنائي مروان دمنهوري، وعصمت بابكر بالإشراف على الفريق، والثاني قاد النادي في فترة عصيبة إلى أن ضَمِنَ عودته إلى دوري المحترفين.
08
لماذا لم تتسلَّم مهمتك
بعد التتويج؟
لست من هواة المناصب، ولم أسعَ إليها، ولم أحدِّد متى أتسلَّم المسؤولية، كل ما في الأمر أنني أنفِّذ قرار رئيس الهيئة العامة للرياضة، وليس معنى ذلك أنني أنكر فضل كلٍّ من الرئيسين السابقين، على العكس تمامًا، لهما مني كل الحب والاحترام على ما قدَّماه.
09
بمَن ستستعين في إدارتك الجديدة؟
بأسماء جديدة، تؤمن بالوجود الدائم في النادي، وهم خليط بين أصحاب الخبرة، والشباب، ورجال الأعمال، الذين لم ينالوا شرف العمل في النادي من قبل، وأخطِّط لأن يكون هناك مجلس متناغم قادر على استيعاب متطلبات المرحلة، التي كلِّفنا بقيادتها.
10
هل تفضِّل رجال الأعمال أم نجوم الكرة؟
أنا حريص على أن يكون المجلس المقبل خليطًا بين لاعبي الكرة، ورجال الأعمال، فهناك عبد الله خوقير، وعصمت بابكر، وأن نمثِّل لاعبي الكرة، لكنني أميل إلى اجتذاب رجال الأعمال في المنظومة الجديدة لنتخطى هذه المرحلة، التي تحتاج إلى تضحية كبيرة في ظل الديون المتراكمة على النادي، والأعباء الثقيلة، التي حملناها عقب تولينا المسؤولية.
11
كيف عشت لحظة استقبال جماهير الوحدة لك؟
بصراحة، شعور لا يوصف. وسط الحفاوة الكبيرة التي وجدتها من الجميع، استرجعت شريط حياتي الكروية منذ كنت طفلًا أداعب الكرة في النادي إلى أن دخلت من بوابته الرئيسية رئيسًا له وسط حب كبير، رأيته وعشته من قِبل جماهير الوحدة، التي تعشق ناديها.
12
ما الملفات التي أوليتها اهتمامًا أكبر؟
بالتأكيد ملف قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع النادي من التسجيل، لكن، الحمد لله، أنقذنا المستشار تركي آل الشيخ من مشكلة حقيقية، ودعمنا عند "الاتحاد" إلى أن وافق على التسجيل، وألغى قرار العقوبة السابق، لنتنفَّس من جديد، ونعيش الفرحة الحقيقية بالصعود.
13
ما حلولك لإغلاق ملف الديون؟
قبل أي شيء، أسعى إلى تقريب وجهات النظر كلها بين جميع أعضاء الشرف بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم لصالح الكيان، والقضاء على أي مفاهيم من شأنها هدم النادي، مثل الشللية، والتبعية، والضرب من تحت الحزام، وتصفية الحسابات، فأنا لست محسوبًا على أحد، على الرغم من علاقاتي الطيبة برموز النادي. وقتها سأجد ألف وسيلة لإنهاء مشكلات النادي كلها، وتصفير ديونه في ظل الوعود الصادقة من رئيس هيئة الرياضة.
14
وماذا عن المدرب؟
أوجِّه كل الشكر والتقدير إلى الكابتن جميل قاسم، الذي قدَّم عملًا جبارًا مع الفريق هذا الموسم في ظل الظروف الصعبة للغاية، التي عاشها، إلا أن بقاءه، أو رحيله أمرٌ لم يُناقش بعد، وأمامنا فترة، وإن كانت ليست بالطويلة، لإنهاء هذا الملف من خلال توصيات عبد الله خوقير، المشرف العام على الفريق، ومروان دمنهوري، النائب، وعصمت بابكر، مدير الكرة.
15
هل تنوي انتقاء فريق كرة القدم بعد الصعود؟
أنا رئيس نادٍ لجميع الألعاب، وأؤمن بالعمل الجماعي، لذا لن أكون قاضيًا، يفصل في الأمور كلها، فالجوانب الفنية، التي تخص الفريق الأول، لا دخل لي بها، لا من قريب، ولا من بعيد، فهناك عمل جماعي منظَّم، يبدأ من تقرير جميل قاسم، المدرب، ثم الثلاثي خوقير ودمنهوري وبابكر، المسؤولين عن الفريق، وسنبني سياستنا في هذا الشأن بناءً على تقاريرهم الفنية، ومدى حاجة الفريق إلى عدد من المحترفين الأجانب، أو المحليين، وبالفعل بدؤوا في رسم توجهاتهم في الاختيارات الجديدة.
16
اللاعب الذي تتمسَّك به؟
دون ذكر أسماء، أنحاز جدًّا إلى اللاعب، الذي يفيد الفريق في دوري المحترفين، فهو مَن سيجد مكانه محجوزًا في صفوف الفريق.
17
ما المنهج الذي ستتبعه في إدارة النادي؟
سينطلق من الصورة الذهنية للنادي، بحكم عملي أستاذًا في العلاقات العامة في الجامعة، لأنها القاعدة الصلبة، التي تنطلق منها أي منشأة. سأحاول أن يكون النادي بيئة جاذبة عن طريق القضاء على الفتن، والمشكلات، والفرقة، مع العمل على خطط مستقبلية لا ترتبط أبدًا بمدة تكليفنا، والاهتمام بتوفير احتياجات الفريق الأول، كونه واجهة النادي، مع الدعم التام للألعاب الأخرى، مثل اليد، والسلة، والألعاب القتالية، التي نمتلك فيها أبطالًا عالميين في الجودو، والكاراتيه، والمصارعة، والتايكوندو، وإعادة فريق الطائرة إلى الممتاز من جديد بعد هبوطه هذا الموسم، وكذلك إعادة مسار الاستثمار الرياضي في النادي.
18
وكيف ستعيد ذلك؟
بإعادة النظر في كيفية الاستفادة من المنشأة الموجودة في النادي، وقد نجحت بالفعل في الفوز بزيارة الشاب محمد عبد الصمد القرشي، رجل الأعمال، إلى النادي مع بعض خبراء الاستثمار لوضع تصوُّر استثماري متطور، وتشكيل خطة استراتيجية اقتصادية عاجلة لميلاد فكر استثماري عالٍ، يفيد النادي بشكل جديد ومتطور.
19
رسالة أخيرة إلى مَن توجهها؟
الأولى: إلى المستشار تركي آل الشيخ، وأقول له: لن ينسى التاريخ، والوحداويون وقفتك الرائعة مع النادي، ورغبتك الصادقة في أن يعود ممثل أطهر بقاع الأرض إلى منصات التتويج، لاسيما بعد جهودك المخلصة في إنهاء أزمة عدم التسجيل.
الثانية: إلى كل الوحداويين: أتمنى توحيد الصفوف، واغتنام الفرصة الذهبية بدعم الراعي الأول للرياضة السعودية ناديكم، وترك الخلافات لكي تروا فرسان مكة في أعلى القمم.