إعلام المرحلة
استبشرنا خيرًا بأن الإعلام الرياضي قد استوعب المرحلة الانتقالية، التي تمر بها الرياضة السعودية وفق "مشروع دولة" شمل ويشمل كل الرياضات، فكانت القفزة الهائلة باستحداث اتحادات جديدة بطاقات شابة، وباستضافة العديد من الفعاليات العالمية كبطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج والمصارعة الحرة وغيرهما ممن تلقتها وسائل الإعلام العالمية في استغلال حسن وممنهج للقوة الناعمة التي أهملناها كثيرًا وطويلاً فيما سبق، ثم في "التمهيد" للأندية الكروية في الدخول لعالم الخصخصة من خلال القضاء على أكبر المعوقات التي تقف دونها ودونها، والمتمثلة في "النفوذ والديون" والجهود المبذولة من الهيئة العامة للرياضة ورئيسها الجديد المستشار تركي آل الشيخ.
لكن فجأة وبلا مقدمات ورغم تحقيق الهلال بطولة الدوري، وبعد ظهور ديون الأندية ورغم كونه في المركز الثالث من حيث الديون ورغم كونه أكثر الأندية قدرة على التسديد الذاتي، سواء بمدخولاته الاستثمارية وبدعم جماهيره من خلال مبادرة "ادعم ناديك" وبميزانية تتجاوز المئة والستين مليون ريال، بناءً على ما ذكره المستشار في تغريدة له وأكدها بتصريح فضائي، إلا أن الإعلام تجاهل المرحلة بكل ما فيها وتجرد من مهنيته وحياديته، وانطلق بشراهة الجائع والمحروم في النيل من الهلال وإظهار الأمر على أنه "كشف للمستور"، وضخمت هذه الديون الزرقاء وتم التعامل معها كأنها "سرية" غير معلومة وهذا التعامل يدل على جهل أصحابه، فكل الإدارات الهلالية بما فيها الحالية والسابقة ومن سبقهما سبق وأن أعلنوا جميعًا ميزانيات النادي عبر سنواته الممتدة، وتم ذكر ما فيها سواء كانت ديونًا والتزامات أو فائضًا، وحينما لم يجد هذا التوجه القبول المتوقع ولأن النفس صاحبة الهوى لا تشبع من هواها، تم نبش الماضي واستعراض حالات قديمة، وفي نبشهم للماضي تغطية لحاضر كئيب وتزييف لحقائق دامغة، والأهم من هذا وذاك أنه أعادنا للوراء كثيرًا وأكد بالدليل القاطع أن الإعلام الرياضي يحتاج إلى فترة طويلة ووقفة جادة تؤكد له بأن المرحلة الجديدة تحتاج إلى عقول قادرة على مسايرتها ومعرفة متطلباتها.
الهاء الرابعة
كم من قريب لك يعد أكبر أعداك
وكم من بعيد لا حضر زان جوك
كم من رفيق حزة الضيق خلاك
ويفزع لك اللي تحسب إنه عدوك