"الدين عمى العين"
يقال في الأمثال الشعبية "لا هم إلا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين" ولأنني جربت حديثاً جزءاً من المثل فإن الجزء الأصعب هو المتعلق بـ "الدين" فهو مطاردة في النهار وهم في الليل.
في الساحة الرياضية السعودية حذر الكثير من كمية "الهياط" التي انتشرت فيها كانتشار الغبار في أجواء جزيرة العرب لا يتم القضاء عليه إلا برياح عاتية تذهب به بعيداً وبسحب ركامية تغسل ما تبقى من آثاره.
ظلت الأجواء "مغبّرة" لسنوات بل إن الأوضاع كانت تزداد صعوبة فكل رئيس نادٍ يحضر يجد أمامه تركة ثقيلة وكمية ديون عالقة ولأنه مطالب بتحقيق البطولات وجلب اللاعبين والانتصارات الهامشية في الصفقات فلا يجد حلاً إلا "ضرب الدين بالدين" فتكبر كرة الدين وتتضخم ولأن النفوذ متغلغل في الأندية والرؤساء أقوى من الجمعيات العمومية "الصورية وشبه الصورية" ولضعف الرقابة الحكومية المتعلقة بهيئة الرياضة وما تحتها من جهات "لجنة أولمبية واتحاد القدم" استمر الوضع على ماهو عليه حتى وصلت الديون إلى "المليار" وهو مبلغ ضخم مقارنة بحجم السوق المحلية وهو رقم قابل للزيادة لو استمرت الأمور على ماهي عليه "قوة ونفوذ زائد رقابة ضعيفة" وقد حققنا بفعلنا رقماً قياسياً ربما يسجل في موسوعة "جينيس" وهو احتكارنا لعشرين في المئة من القضايا في "فيفا" ولو صدرنا ما يوجد من ملفات شكاوى في غرفة فض المنازعات المحلية لارتفعت النسبة كثيراً.
طالب العقلاء بالحلول قبل أن تصل الأمور لدرجة يصعب أو يستحيل فيها الحل وقد جاء الحل وفق أكثر مما كنا نظن فقد وصل على هيئة "مشروع دولة" لم يكتف بالسداد فقط بل في إزالة المسببات له فقد تم القضاء أولاً على قوى النفوذ التي تغلغلت في الأندية حتى اعتبرتها "ملكية خاصة" ثم بدأت رحلة "الدعم والسداد" مقترنة بقرارات احترازية جديدة وبإحكام القضبة على مقدرات الأندية ومعرفة مصروفاتها وتقنينها هذه المرحلة الانتقالية لم ولن تجد القبول في بدايتها وهذا أمر طبيعي فعشاق الأندية يريدون أنديتهم أن تكون بالصورة الزاهية ذاتها والتجديد عادة أمر غير مستساغ في مستهله.
وحتى أكون منصفاً فاللوم لا يقع على رؤساء الأندية بل على جميع المنظومة الرياضية بما فيها الإعلام والجمهور.
الهاء الرابعة
تدور الليالي والزمن يكشف المستور
ويفحص لك عزوم الرجال ومعادنها
رجال ليا جات المواقف طوال شبور
ورجال على صيحتك تفقد توازنها