"معيّد القريتين"
المتتبع للشأن الهلالي لا يخفى عليه حالة الإحباط الزرقاء التي تهيمن على الأجواء، كسحابة سوداء مثقلة تكاد تمطر ولم تفعل.. وهذا الإحباط هو ألد أعداء ثقافة البطل؛ فالبطولة تبدأ من الذات فكرًا وتركيزًا وثقة، ثم تنتشر على هيئة أفعال تعزز عند النجاح وتدعم حين التعثر..
كثير من الهلاليين يعيشون الإحباط رغم أن فريقهم مازال متمسكًا بالصدارة، حتى بعد التعثر الأخير، وهو الأقرب منطقيًّا للقب، ويكفيه الفوز في المباراتين المقبلتين ليضمنه رسميًّا، وهي ليست مهمة مستحيلة حتى إن كانت صعبة قياسًا على "روح الفريق"، في مباراة الاتفاق، والجميع يدرك أنها المحرك الرئيس للمجموعة، وهي كفيلة إن حضرت بتغطية القصور الفني والأخطاء الفردية، بل إن غالبية الجماهير لا تلوم فرقها لو خسرت بعد أن تقدم كل ما تستطيع تقديمه، وللهلاليين نموذج حي بعد خسارتي اللقب القاري ضد سيدني الأسترالي وأوراوا الياباني..
ثقافة الإحباط غير مبررة مهما كانت الأسباب والتبريرات، وبعض الهلاليين يريدون من فريقهم ضمان اللقب قبل مراحل من النهاية، ولا يملكون صلابة الوقوف حتى آخر المشوار، وعجبي من شخص يتخلى عن شرف المحاولة وعدم الاستسلام..
في الهلال حاليًا الوضع غير قابل للإصلاح الإداري والفني، والدور الأكبر على اللاعبين؛ فالكرة في ملعبهم والمنجز أمامهم وبإمكانهم إضافة مجد جديد يسجل لهم شخصيًّا قبل فريقهم المتخم بالألقاب، بل بإمكانهم تجاوز الأخطاء الإدارية والفنية بالروح العالية والعطاء المتفاني والتوازن النفسي والذهني، وللدلالة على فقدانهم هذه الأشياء في مباراة الاتفاق، لاحظوا الهدف الاتفافي الأول الذي جاء من هجمة مرتدة وبكثافة عددية مقابل قلة من لاعبي الفريق الأزرق، رغم أن الوقت مبكر والهدف يأتي في جزء من الثانية؛ فلا مبرر لهذا الاندفاع المتهور للأمام..
وأكاد أجزم بأن جل الهلاليين تفكيرهم منصب على حساب الدوري ولقاءاته، متناسين أن الفريق يخوض هذا اليوم مباراة قارية مصيرية، الفوز فيها يرفع حظوظ التأهل ويعيد جزءًا من الثقة المفقودة، والتعثر يزيد الأمور سوءًا ويضع فريقهم في موضع "معيد القريتين".
الهاء الرابعة
كل يوم أبيع من صبري لـ ياسي
لين صرت إنسان مدري كيف صرته
ما بقى من راس مالي غير راسي
راسي اللي فدوته كل ما خسرته