2018-02-08 | 03:11 مقالات

عن السّمنة خبط لصق!

مشاركة الخبر      

كنت بين أمرين، تأجيل الحديث عن تجربتي في تخفيف الوزن إلى أنْ أصل إلى الرقم المناسب، أو إلغاء فكرة الحديث عن الموضوع أصلًا، لأنه سبق لي في العشر سنوات الأخيرة أنْ قمت بثلاث محاولات ناجحة، لكن ولأنها كانت ثلاثاً، ولأن هذه المحاولة هي الرابعة، فإنّ كل نجاح سابق لا يعني إلا فشلاً لاحقاً!، لو نجحت محاولة واحدة حقًّا لما احتاج الأمر لمحاولة أُخرى!. ثمّ ها أنا لا أختار أيًّا من الأمرين، لا التأجيل ولا الإلغاء، وأكتب!.



ـ ليس لديّ وصفة محدّدة، ولم أستشر طبيبًا أو أخصّائيًّا، وقد يكون ذلك خطأً، حتى لو لم أشعر بفداحته!. أحتفظ فقط بنصيحة طبيب، يمكنها تفسير العودة السريعة إلى زيادة الوزن: كان عليك بعد كل مرة تصل فيها إلى الوزن المناسب، مراجعة مختص، لمساعدتك في مسألة “تثبيت الوزن”، فهي الأصعب، ومدّتها أطول. أتذكر أهم ما قاله عن تثبيت الوزن: أنْ تبدأ بأكل كل ما تشتهي، لكن بكميّات قليلة، مع رياضة بسيطة، إلى أنْ ينسى الجسم ذاكرته القديمة فلا يعود وفيًّا لأيام السّمْنَة!. هذه المرّة سأحاول بإذن الله.



ـ المهم يا أحبّة، لا تصدّقوا أنّ السمين، زائد الوزن بشكل كبير، يمكنه أنْ يكون راضيًا عن نفسه!. هو مهما أظهر لكم من مصالحة مع الذات، ومن الثقة في نفسه، إنّما يُخفي في داخله استياءً ما!، ويتهرّب من هزّات نفسيّة مُوجِعة، لا يشعر بها أحد أكثر منه!، وهو بذلك يُعالج المرض بمرض!.



ـ حتى خفّة الدّم، هذه التي اشتُهِر بها أصحاب الوزن الزائد، وعُرِفَت عنهم، لها قراءة مُخَيِّبة للآمال: لا علاقة منطقية، لزيادة الوزن بخفّة الظِّل، وكل ما في الأمر أن أصحاب الشحم الفائض عن الحد، لا يمتلكون حلولًا كثيرةً تُشعرهم بقبول معارفهم لهم، قبولًا مُرْضِيًا، ما لم تكن خفّة الظِّل ملازمةً لهم!. زيادة الوزن تحجب الوسامة، وتُثقل الحركة، لكن ولأنّ اللسان من أعضاء الجسم المحرومة من “القيمة المضافة”!، لا تعطيها ولا تأخذها، يظل اللسان قادرًا على البقاء مَرِنًا، ويحتاج السمين إلى التأكيد على ذلك فيكثر من الطرائف حتى لو لم يكن طريفًا، ويتم تقبّلها من أحبّته، لا شعوريًّا، لأنهم في الوعي أو في اللاوعي، يدركون أنها واحدة من القِلاع الأخيرة له!.



ـ العمر عُمْران، بالطول وهذه مسألة لا نمتلك لها حلًّا بغير الأغنيات و: “تعا.. تنتخبّى من درب الأعمار،.. وإذا هِنُّي كِبْروا.. نحنا بقينا صغار”!، وبالعَرْض وهذه تُحلّ بضبط الوزن والرياضة: كل عشرة كيلوات زائدة، سنة زائدة لكن بالعَرْض!.



ـ مساحة الزاوية تقترب من كسب وزن زائد، فلأُخفّف!. صديقي وشريكي في السمنة ومحاولة طردها: لا تُسابِق الزمن!، من يسابق الزمن ينتظر ساعة انقضاض جديدة على الطعام والكسل!. لا تنظر بشكل يومي لجهاز الميزان، مرّة كل أسبوعين كافية!.



ـ أخيرًا، جرّبْ ترك المشروبات الغازيّة شهرًا واحدًا فقط، وستكتشف أنك تخلّصت من مصيبة!. ليس على مستوى الجسم فقط، لكن على المستوى النفسي أيضًا: أسوأ السموم، تلك التي لا يمكن ذكرها سببًا مباشرًا في الموت!.