متصهين!
أكثر من تسعة أعشار الذين كتبوا كلمة "متصهين" ورموا بها غيرهم، يعرفون أن أكثر من تسعة أعشار الكلمة مملوء زيفًا وباطلًا، وأنّ العُشر الأخير المتبقّي من حسبة الاتهام، ليس سوى غطرسة وعنجهية واستعراض عضلات فارغ لبطولة متوهَّمَة أو لمحاولة إيجادها، والأكل على مائدتها.
تغميس شهرة أو احتساء شوربة مجد نضالي يخفي دائمًا خيبة فكر، مع "تحابيش" تصفية حسابات لا علاقة لها بالقضية المُتحَدّث عنها أصلًا!.
ـ لا العقل ولا العاطفة، لا الفهم ولا الوجدان، لا الحاجة ولا حتى مجريات الأمور، تسمح بمجرّد التفكير بمصالحة من أي نوع مع عدوّ مغتصب لأرض أهلنا وناسنا، عدوّ لا يخفى تهديده، ولا حتى خطره ولا انعدام ملاءمته؛ فكيف بمناصرته أو الدعوة للتطبيع معه؟!.
ـ لكن البعض، خاصةً عديمي أو شائهي الموهبة، ممنّ يقتاتون على موائد الشعارات الرنّانة واللافتات المزركشة، يرتعبون بشكل حقيقي، من مساس أي مفكّر جاد، أو حتى صادق فقط، بمثل هذا الرنين وتلك الزركشة. يدرون أنها ورقة اللَّبْس واللِّبْس الوحيدة المتبقيّة لهم!.
ـ ومن العجيبات الغريبات المريبات، أنّ هذه النعرة خائبة الغطرسة، سافلة الاتهامات، تصدح بعويلها ـ أكثر ما تصدح ـ من أصوات وأبواق ومحابِر، محسوبة على جهات وجماعات ودُوَل، هي الأكثر وقاحةً وقِلّة ذمّةٍ وحياء، وهرولة خاضعة لمصافحة القاتل المُغتصب!.
ـ محابِر وحناجِر وخناجِر، مسلولة دائمًا للدفاع عن تركيا وقطر وجماعة الإخوان، فإنْ لم تُسلّ لظروف شخصية أو لأنّها لم تُعْطَ أوامر مؤكَّدَة بعد، فهي مُغْمَدَة عن الثلاثة، لا تمسّهم بانتقاد ولا تشكك لهم في اعتقاد، ولا "تُشَوِّك" لهم في رُقاد، رغم تورّط الثلاثة، المُعلَن والمكشوف والقائم والمُختَبَر، بتوقيع اتفاقات وإنشاء صداقات وإقامة علاقات مع إسرائيل: سفارة، تجارة، مكاتب تمثيل وإعارة، و"عزيزي بيريز"!.
ـ يختلقون أكاذيب، تكفي لصناعة شائعات مُشكِّكة، ينفخون في هذه الشائعات لمزيد من دخان التشكيكات الخانقة، يكسبون مساحة أرض كافية للتشكيك في السعوديّة تحديدًا، في نواياها!.، في الإمارات تحديدًا، في نواياها أيضًا!، فأرض نعيقهم لا تسمح بتناول غير ما أنتجته شائعاتهم من الزعم الباطل بالقدرة على قراءة الكفّ وضرب الودَع!.
ـ العميان العاجزون عن "الشوف من الغربال"، عرّتهم "الرؤية"!