2018-01-22 | 04:10 مقالات

المصير في تقلّبات السرير!

مشاركة الخبر      

ـ للأعلام المُنَكَّسَة علامات مرفوعة!. ثماني صفات، تجدها في كل أُمّةٍ خنَعت بعد إباء، وتدنّت بعد رِفْعة، وامتَثَلَتْ بعد أنَفَة!.



ـ أو أن هذا ما قَدِرْتُ على تقصّيه وجمعه والاستدلال عليه والخروج به كنتيجة، بعد قراءة كتاب حسام عيتاني "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين"!. الكتاب الذي بُنِيَ على فكرة عجيبة، جسورة وطريفة، وذكيّة دون أدنى شك، حيث قراءة الوجه الآخَر لِعُمْلَة الفتوحات الإسلامية، والمدّ العربي في مشارق الأرض ومغاربها!.



ـ وحين أكتب "الوجه الآخر" للعُمْلَة، فالمكتوب هنا هو المقصود حرفيًّا، خبط لصق!. فكل ما فعله الكاتب هو تجميع وتدوين كل ما قدر على جمعه من روايات الأمم المغلوبة، كما وردت على ألسنة أهلها المغلوبين فعلًا، ومن مصادرهم هم، ومن سجلّاتهم القديمة، قِدَم الهزائم التي أُلحِقَتْ بهم، من رسائلهم وأقوالهم وخُطبهم وحكاياتهم ساعة الانكسار، وليس في أي وقت لاحق!.



ـ خُذْ عندك، وسجِّل!. هذه خلاصة أمر البيزنطيين والزرادشتيين والقساوسة الأقباط وحكماء الهند والصين، وما جاء في أدعية أحبار اليهود، والرهبان في إسبانيا!،..: 



ـ "1": أوّل ما يفعله رجال الدين في كل أمّة مغلوبة، بما في ذلك رجال الديانات الوثنيّة، تبرئة شريعتهم ومنهجهم وفهمهم الديني من أن يكون سببًا في الهزيمة والضَّيْم!. ولضمان الحصول على براءة نهائية، تسمح لهم بالبقاء على رأس السُّلطة الوجدانية والفكريّة لمجتمعاتهم، ينشرون خطابًا، يُصدّق لتكراره مثل دعاية، أو لما فيه من بلاغة حزينة مثل قصيدة رثاء!. خطاب يقوم ويقعد، ويروح ويجيء، بملامات وتأنيب مجتمعاتهم وأُممهم، وبفكرة أنه ما كان للأمّة أن تُقهر، لولا كثرة خطايا الناس وابتعادهم عن الطريق القويم!.



ـ "2": حشد أكبر ما يمكن حشده من كلمات، وقصص، ورسومات، وشهود وشواهد، لتبيان مدى وحشيّة، وهمجيّة، الطرف الثاني في الصراع، لا فرق هنا بين تصوير وتزوير!. الطرف الغالب في نظر وتنظير المغلوب أكثر من سُوقيّ جَلف وليس أقلّ من مُلَوَّث!. في المراحل المبكرة من الفتوحات، هكذا يُفجّر "مكسيموس" غضبه في وصف العرب: "وحُوش لا تُطَوَّع، وليس لها من البشر سوى الشكل"!.



ـ "3": النوم وحده المستيقظ!. دليل ذلك كثرة الأحلام والرؤى!. ليست المسألة مسألة كثرة فحسب، المسألة ما تمنحه الأمم المغلوبة من أهميّة لمثل هذه الأحلام!. يصبح تفسير الأحلام عملًا مربحًا!. وعلى كثرة المفسِّرين، ومهما جانبهم الصواب، فإنهم يحتفظون بتوقير الناس لهم، وبحكايات خرافية عن نباهتهم في كشف المصير من تقلبات السرير!.



ـ أخَذَنا الكلام. بقي من العلامات خمس، نُتمّ الحديث عنها غدًا بإذن الله، وأعتذر لكم عن الإطالة والتجزئة!.