"ما هذا يا هلال"؟
من قناعاتي الراسخة في كرة القدم، أن منظومة أي فريق تتشارك في الانتصارات والانكسارات بنسب متقاربة؛ ففي العام الماضي جيرت الانتصارات والتألق الهلالي للثلاثي “الإدارة والجهاز الفني واللاعبين”، وفي هذه الفترة التي تشهد هبوطًا حادًّا في مستوى الفريق ـ غير مستغرب بالنسبة لي ـ باعتبار طريقة الإعداد المختلفة، لكنه كان بشكل حاد بعد جملة الإصابات والغيابات التي حلّت بمفاصل الفريق، وبالتالي وبعيدًا عن لغة العاطفة غير المنطقية، فإن أسباب تراجع العطاء الأزرق تتحمله الأطراف الثلاثة؛ فالإدارة لم تنجح حتى الآن في تعويض غياب إدواردو رغم مضي أكثر من شهرين على غيابه، وتأكد رحيل المقلب “ماتياس”، والمدرب دياز يتحمل جزءًا من المسؤولية في ظل استمرار الأخطاء، خاصة في إهدار الأهداف المحققة، وعدم القدرة على تصحيحها.
ثم يأتي دور اللاعبين وهم الأهم والأكثر تأثيرًا، خصوصًا أنهم ظهروا في كثير من مباريات التعثر بروح منخفضة وقتالية ضعيفة، تصل في بعض المراحل إلى اللامبالاة..
ولأن الحلول مازالت متاحة؛ فالمطلوب من الإدارة التعاقد مع لاعبين أو أكثر مؤثرين، خاصة في منطقة صناعة اللعب والهجوم، بالإضافة إلى تسليم الرواتب المتأخرة وشحذ همم اللاعبين، وعلى المدرب تصحيح الأخطاء المتراكمة والمطالبة بتسريع الرتم وتنويع طرق الوصول إلى مرمى المنافسين..
ثم على اللاعبين العودة إلى مستوياتهم السابقة واللعب بروح عالية وتركيز ذهني ونفسي، والرغبة الملحة في الانتصارات..
أما المطالبة بالإقالات أو الإبعاد لأي طرف في المنظومة، فهو إقصاء غاضب صادر من صاحب هوى تسيره عاطفته، بعيدًا عن المنطق والتعقل، وبالذات المدرب دياز الذي مازلت أرى أنه أحد مكاسب الزعيم في العقدين الأخيرين، ولو كنت صاحب قرار لحرصت على بقائه لأطول فترة ممكنة حتى نقضي على إبراء اللاعبين من تحميل المسؤولية، ونضع الأمور في نصابها الحقيقي ومسارها الطبيعي.
الهاء الرابعة
جاءت معذبتي في غيهب الغسق
كأنها الكوكب الدري في الأفق
فقلت نورتني يا خير زائرة
أما خشيتِ من الحراس في الطرق
فجاوبتني ودمع العين يسبقها
من يركب البحر لا يخشى من الغرق