المسرح كعبادة!
ما لم يُقَل للفنّان: أتعبتَ مَن بَعدَكَ، فهو ليس مبدعًا. على الجانب الآخَر، ليس مبدعًا، كُلُّ عالِمٍ لا يُقال له: أرحتَ مَن بَعدَك!.
ـ يحاول كل صباح أنْ يكون جديرًا بإنسانيّته، يمنح نفسه حُلمًا أكبر منها، وحجمًا أصغر منها!.
ـ هؤلاء الذين يمنحوننا زوايا جديدة لرؤية الأشياء، إنما يمنحوننا عيونًا جديدة، وعالمًا جديدًا، إنهم يستحقون الشكر، شكرنا لله سبحانه وتعالى على وجودهم في حياتنا، ثم شكرهم عليهم فردًا فردًا، وهو أمر ممكن للأسف!، فهم ليسوا بالكثرة التي تمنعنا من إمكانيّة عدّهم، أقصى ما يمكن للمنع الاتكاء عليه هو البعد الجغرافي، أو الاختلاف اللغوي، أو رحيلهم عن الدنيا قبل أن نلتقي بكتبهم وأعمالهم!.
ـ يعرف الإنسان ما يُريد، على الأقل يظنّ أنه يعرف ما يريد، لكنه لا يعرف ما يحتاج. كثيرًا ما يجهل حاجته!، وأكثر من الكثير، خلْطه بين الأمرين، يظن أنه يحتاج ما يريد!. يحقق الله بكرمه وفضله الأمنيات، وأكثر: يعطي الإنسان ما يريد بعملٍ أو بدعاء، والعمل جهد والدعاء جهاد!، ويعطيه ما يحتاجه رَضِيَ الإنسان بذلك أم أُرغِمت أنفه عليه!.
ما يريده العبد يأتيه كجزاء، أمّا ما يحتاجه فيأتيه كرِزْق!.
ـ أتأمّل قوله تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
وأتدبّر، وتأخذني الجلالة: الربط عظيم بين بلوغ الكِبَر وبين التأفف والنهر حتى عن غير قصدٍ من الأبناء!. في بلوغ الكِبَر يضعف السّمع؛ ما يُعْوِز المتحدث إلى رفع الصوت، وفي رفع الصوت حِدّة يُنبّهنا القول الكريم إلى ضرورة التعامل معها بحكمةٍ ورحمة، ومن الحكمة تجريب الاقتراب من الأبوين بدلًا من رفع الصوت، كما أظن أن مدّ الكلام يصلح بديلًا أيضًا، المهم أنْ نجد دائمًا طريقة ألطف، حتى لو ألزمنا الأمر إلى أخذ دورات في فن التمثيل؛ ففي فنون الأداء المسرحي طرائق عدّة يمكن معها رفع الصوت دون توتّرٍ، ودون حِدّةٍ، بل يمكن رفعه بودٍّ وبأنفاس معطّرة بالتبسّم.