المكان يتذكّر.. الكلمات تطير!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم، رواية "رَحْمَة" لتوني موريسون، ترجمة: أنطوان باسيل. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. بيروت. والمقتطفات من الطبعة الثالثة:
ـ حدِّد وسدِّد:
من يريد الوصول إلى كل الأمكنة، لا يصل إلى مكان!.
ـ الكلمات:
تلك الكلمات المُعتنَى بها، المنغلقة والمفتوحة على مصراعيها، ستتحدّث إلى نفسها. تدور وتدور، من جانب إلى آخر، من الأسفل إلى الأعلى، ومن الأعلى إلى الأسفل عبر الغرفة. أو، أو ربما لا. ربما تحتاج هذه الكلمات إلى الهواء الموجود في العالم خارجًا. تحتاج إلى الصعود طائرةً ومن ثم تسقط. تسقط كالرّماد فوق فدادين من أزهار الرّبيع والخُبّيز!.
ـ اعتداء على مُلْكيّة خاصة:
.. يُخرج غليونه، ويُربِك الطيور المُغَرِّدَة التي تعتقد أنها تملك الغَسَق!.
ـ ضرائر:
لقد تزوّجتُ ببحّار؛ لذا، أنا دومًا وحدي!.
ـ طبائع:
الربيع لعوب، كالعادة!.
ـ وطنيّة تجاريّة:
أصرّوا، وقد انفصلوا عن روح الأرض، على شراء ترابها!.
ـ "والشعر الغجريّ المجنون..":
"سورّو" صاحبة العينين الشبيهتين بعينيْ أُنثى الثعلب، مع أسنان سوداء ورأس ذي شعر صوفي بلون مغيب الشمس لم يتم أبدًا تعهّده بالرّعاية!.
ـ مسألة بيئيّة:
.. ففي البيئة المناسبة، يُمكن الرّكون إلى النّساء!.
ـ كل عميقٍ آمِن:
"كيف ذلك؟"، سأل أحدهم: "قد يكمن السّمّ في القُعْر". "أبدًا"، قال داونز: "السّمّ يطفو دومًا كالغريق"!.
ـ أصل الحياة:
كلّ شيء مُصَمَّم للنّسيم وليس للجليد!.
ـ شَنٌّ وطَبَقَة:
بَدَوَا مناسِبَيْن كثيرًا لبعضهما البعض: مغروريْن، مرفّهيْن، أكثر افتخارًا بأوانيهما المعدنيّة والخَزَف الصّيني، من فخرهما بأبنائهما!.
ـ دعاء وادّعاء:
.. وقد فاضت بالفِرَاسَة التي تدّعي الأمّهات العتيدات امتلاكها!.
ـ فلسطين وورطة إسرائيل الكبرى:
.. إنّه مكان يتذكّر كيف احترق!.
ـ إنها تتذكّر:
كيف تبدو أُمّها الآن. هل شابت، احدَوْدَبَتْ، تجعّدَتْ؟. هل العينان الحادّتان الشّاحبتان لا تزالان تُشعّان بالدهاء والارتياب اللذين كرهتهما ريبيكا؟. أَم أنّ العمر والمرض قد لطّفاها ربّما إلى مكرٍ فاقد القوّة!.