2018-01-08 | 03:15 مقالات

"منعطف خطير"

مشاركة الخبر      

 

 

 

 

تظل فئة الشباب التي تشكل أكثر من نصف الشعب السعودي، وفق آخر الإحصائيات الرسمية عماد الأمم، ومرتكز تنميتها ومشاريعها الحيوية، فإن استقاموا استقامت الأمم، وإن مالوا ذهب الجميع إلى حيث حطت رحلها أم قشعم، وهم فئة مستهدفة من أعداء الوطن. وللاستهداف طرق عدة، منها التقليدي الذي أصبح مكشوفًا، ومنها ماهو خبيث فكرة وتنفيذًا، حين يأتون إلينا وكأنهم منا وهم يضمرون الحقد الدفين "من دون صهيون بذتنا صهاينا".

 

ولأن غالب اهتمامات الشباب رياضية؛ فقد توجهوا نحو ساحتها مستغلين تناقضات الساحة وعاطفتها الجياشة، محاولين إيجاد نزاعات "ليست رياضية"، ومستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي من خلال معرفات وهمية بأسماء وشعارات تظهر كأنها من أبناء الوطن، "سبق وكتبت هنا وفي تويتر قبل سنوات عن هذه المعرفات، بعد تصريح للمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية آنذاك اللواء منصور التركي، حين أكد أنه تم رصد أكثر من سبعمئة وخمسين ألف معرف وهمي تهاجم السعودية، وكأنهم من مواطنيها ومصدرها دول مجاررة ومعادية إيران وغيرها".

 

وقد وجد هؤلاء فرصة سانحة بعد انطلاق "مشروع وطن"، الذي يهدف إلى تطوير الرياضة السعودية كحال مهم مع باقي القطاعات؛ ولأن التطوير يشمل القضاء على المفسدين، وللقضاء عليهم ضريبة قد لا يتقبلها بعضهم، ومن الطبيعي ألا يتقبلها المخطئ نفسه، ومع أن القضايا التي رصدت والتغييرات الجذرية والعقوبات التي طالت الأندية الكبيرة قبل غيرها، لم تمس الكيانات ولم تتضرر منها الفرق، بل تمحورت حول أشخاص عابثين، ورغم ذلك قامت المؤسسة الرياضية الرسمية بدعم "كل" الأندية ماديًّا وبأشكال متعددة حمتها بها من عقوبات رادعة كانت ستتسبب في خصم نقاط منها، أو تهبيطها للدرجة الأدنى.

 

حقيقة قد أعذر بعضهم ممن لم يتفهم حتى الآن المرحلة الجديدة، أو يستوعب كامل تفاصيلها، ولم يتقبلها كحال الإنسان الذي غالبًا لا يتقبل التجديد، ولكن بعد مضي ردح من الزمن طال أو قصر، سيقتنع في قرارة نفسه أن قصر حينها عن فهم المراد، لكنني لم أتفهم من وقف لها بالضدية، معترضًا من أجل الاعتراض والبحث عن المبررات الواهية كحال مبادرة "ادعم ناديك"، وغيرها من القرارات.

 

عمومًا من حق الجميع إبداء وجهات نظرهم تجاه كل ما يحدث في الساحة، لكن بحذر؛ فالغاضب من قرار عليه أن يدرك بأن هناك من يتربص بغضبه ليستغله لأهداف "قطرية". 

 

الهاء الرابعة

ياعيوني لو عزيز الناس غاب

لا ثنى الله رجعته جعله يغيب

لا سلام ولا كلام ولا عتاب

يا عسى درب يودي ما يجيب