خَيَارَات" للسَّلَطَة!
ـ في الفن والأدب، أسوأُ من يُدافع عن "الجديد" هو من عجز عن "القديم"!.
ـ خيارات الفنون كلّها، خيارات تجاوُز لا خيارات عجز وقصور!.
ـ "خيار" العجز والقصور وضعف الموهبة، لا يصلح حتى أنْ يكون "خيارًا" في طَبَق سَلَطَة، فما بالك به في الفن والأدب!.
ـ أحد أوضح أشكال هذه الدفاعات التافهة، يمكن رصده عند كتّاب قصيدة النثر!، وعلى سبيل الحصر لا المثال!..: عند من كتبوها لعجزهم عن الوزن؛ لافتقارهم، حسًّا وأُذُنًا، إلى الإيقاع!؛ لجهلهم بموسيقى اللغة!.
ـ ليس لعدم القدرة اسم غير عدم القدرة!، وحتى لو أوجدنا لها ألف اسمٍ، فلن يكون من بينها اسم: خَيَار!.
ـ جرّب بنفسك: إن قال أحد من تنطبق عليهم الصفات السابقة: "الموسيقى الداخليّة"، انظر مباشرة في عينيه، تجد النظرات زائغة مرتبكة مشتتة، تحاول عبثًا إخفاء عبثها!. وأؤكد على كلمة "عبثًا" لضخامة الزيف!.
ـ كيف يمكن لعاجزٍ عن الجهر، الوصول للسِّر؟!.
ـ كيف لمن قَصُرَت مداركه عن "الموسيقى الخارجيّة" الواضحة، حدّ أنه يمكن تَعَلُّمها!، الوصول إلى "الموسيقى الداخليّة" على ما بها وما فيها وما لها من أسرار عميقة، هي حتمًا، ودون شك، ليست لأرباع ولا لأنصاف المواهب!.
ـ لمثل هؤلاء أكتب: هل سمعتم ببيت الشعر؟!، أؤكد بين قوسين: "بيت"!، أكرر عشر مرات: "بيت.. بيت.. بيت....."!، وأُتِمّ الكتابة: أنتم أعجز من بناء "بيت"؛ فكيف يمكن لنا تصديق أن قصوركم المضحك هذا، يبني "قصورًا"؟!.
ـ أجل، معرفة البحور والأوزان، لا تكفي لكتابة شعر إبداعي!. لكن جهل البحور والأوزان، لا يسمح بدخول عالم الشعر أصلًا!.
ـ وتظل المعرفة المفروغ من عدم كفايتها، أكرم من الجهل الفارغ المكتفى بعدميّته!.
ـ لا يمكن لفارغٍ أن يكون فارقًا أبدًا!.
ـ أجل، وبالتأكيد، المُبدع الحقيقي يسعى إلى "الزُّهْد" في الزّينة الخارجيّة، يختصر، يكثّف، يحذف، يشطب، يمحو، يحاول جاهدًا، الاقتصار على العميق، على خُلاصة الخُلاصة، على البسيط الذي لا ينقسِم ولا يتجزّأ، على ما لا حاجة له في سواه!، لكن هذا "زُهْد" وليس فقرًا!، والفرق بين الزهد والفقر كبير!.
ـ لا دليل على الزُّهْد أكثر من الوفرة، من القدرة على الامتلاك!، من الثراء!.
ـ ليس الزُّهْد "الزهد الفني على الأقل" ألَّا تملِك، بل الزُّهد "الزهد الفني" الحقيقي هو أن تملِك ولكنك تَعِفُّ!. أنْ تملك كل ما تحتاج إليه، كل ما تريده، كل ما ترغب فيه ثم ترغب عنه!.