ليتها بَقِيَتْ على الدّيناميت!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: "هذا هو الإنسان" لفريدريش نيتشه، ترجمة علي مصباح، منشورات دار الجمل، والمقتطفات من الطبعة الثانية:
ـ إرادة الإبداع:
إرادة الإبداع هذه، كما المطرقة دومًا مندفعة باتّجاه الحجر!.
ـ ليتها بقيت على الدّيناميت:
النشاط العلمي الحديث يقود إلى التَّوَحُّش!.
ـ الإنسان شاعرًا:
كيف لي أن أتحمّل شَرْطِي كإنسان لو لم يكن الإنسان شاعرًا، وفَكّاك ألغازٍ، ومُخَلِّصًا للصّدف؟!.
ـ لطف بلا غباء:
إنه من خصائص طبعي أنْ أكون لَيِّنًا ولطيفًا تجاه جميع الناس، إنه حقّي ألا أُقيم فَوارِق، لكن هذا لا يمنعني من أن أظلّ يَقِظًا مفتوح العينين!.
ـ حسرة الأثرياء:
يا للجوع الحارق الذي في الشَّبَع!.
ـ لا خَلَاصَ بغير تحوّل:
أنْ نُخلِّص الماضي، وأنْ نحوِّل كل "ذلك ما كان" إلى "ذلك ما أَرَدْتُ"، فذاك فقط هو ما أُسمّيه خَلَاصًا!.
ـ لأنّ الفنون بِحَار:
ستغدو كتاباتي كلّها صَنّارات صيد..، وإذا لم يكن هنالك من صيد قد حصل؛ فذلك ليس ذنبي: السّمكُ هو الذي لا يوجَد!.
ـ لافتة لجهاد النفْس:
إنّ أصغر الفجوات لَأكثرها تعذّرًا على التّجاوز!.
ـ ضغينة العَظَمَة:
هنالك شيء أُسَمّيه ضَغِينَة العَظَمَة: كلّ ما هو عظيم، أَثَرًا كان أمْ عملًا، ينقلب حتمًا على مُبدعه بعد إنجازه!. ولكونه أنجزه يصبح صاحب العمل مُسْتَنْفَدًا ضعيفًا، ويغدو غير قادر على تحمّل عمله، ولا حتّى على النظر إليه وجهًا لوجه!.
ـ في الحب:
الجُرْح نفسه لا يتّخذ هيئة الاعتراض!.
ـ الكاتب والقارئ:
كل من يعتقد أنه فهم شيئًا من كتاباتي فقد فهم منّي ما فهم طبقًا لصورته الخاصّة!.
ـ النقد الصحفي:
لا بُدّ أن يُغفر لي أنّني لا أُبدي أيّ اهتمام بالقراءات النقديّة حول كتاباتي، وبخاصة تلك التي تَرِد في الصُّحُف!.
ـ القراءة:
إنّ نوعًا من الانغلاق مع سَدّ كل المنافذ لَهُوَ من العناصر الأوليّة "للذّكاء الغريزي" للحَمْل الذّهني. هل سأسمح لفكرة غريبة أنْ تتسلَّق الجدار الذي ضربته على نفسي؟،.. سأفعل ذلك بالتأكيد إذا ما: قرأت!،..،..، إليَّ إذَنْ أيتها الكتب الممتعة، وأنتِ أيتها الكتب الدَّسمة والكتب الذكيّة!.
ـ أخلاقيات نقديّة:
لا أهاجم البَتّة الأشخاص كأشخاص، بل أستعمل الأشخاص كزجاج مُكَبِّر، يمكن للمرء بواسطته أنْ يجعل كارثة عموميّة مُراوِغَة ومُتَسَتِّرَة ومُستعصية على الإدراك، أمرًا مرئيًّا واضحًا للعيان!.