لذلك أقرأ!
ـ أقرأ لأستمتع، نعم أريد فهم الدنيا، لكنني أريد فهمها عن طريق الاستمتاع بها!.
ـ أقرأ ليُقالَ لي شيء، لم أكن أعرف أنني بحاجة إليه!، شيء ربما لم أكن أريده، لكنني ما إن وقعتُ عليه حتى اكتشفت قدرته على إتمامي!.
ـ يضمّد كلّ من الحبيب والطبيب جراحي، كتّابي المفضلون يقومون بشيء آخر، ينبشون هذه الجراح، ويعيدون صياغة علاقتي بها، تصير النواقص كمالات، لا بمعرفتها فقط، لكن بدَفْق المجازات اللغوية الناتجة عنها، بحلاوتها، بفتنة الصياغة؛ ولذلك أقرأ!.
ـ تكشف القراءة ضعفي الحقيقي، لكنها لا تعاقبني به ولا تحاسبني عليه، ولا تَحْمِله ورقة مفاوضات وابتزاز وتهديد بفضيحة!،.
ـ تكشف القراءة ضعفي الحقيقي، عن طريق إزاحة وإزالة كلّ ضعف زائف ومزوّر، ووهمي كنت أظنه حقيقيًّا قبل القراءة!،.
ـ أكتشف من خلال القراءة، أنه ليس لدي هناك ضعف أصلًا، يُمكن لأحد ابتزازي به!،.
ـ تخلّصني من تسعة أعشار ما كنت أحمله على كتفيّ من مُثقَلات فارغة!،.
ـ أصير خفيفًا، أكاد أطير، أطير فعلًا، وفي فضائي الرحب ألتقي بي، وعلى انفراد أُجالسني، لا أنظر في مرآة، أُجالسني حَقًّا، يصير كل شيء حقيقيًّا، عبر المجازات يصير حقيقيًّا فعلًا!،.
ـ عندها يتبيّن لي ضعفي بهيًّا، على نحو لا مثيل له، يكفي أنه "حقيقي" وليس مزيّفًا، ولأنه حقيقيّ فهو قويّ، ولأنه مِنّي وبي فأنا قويّ أيضًا، أقرأ، لا لأجعل من ضعفي قوّة؛ لكن لأكتشف أنه قوّة بالفعل دون "تجعيل"!.
ـ السماع طيّب، المُشاهَدَة ممتعة، الحديث مع الأصدقاء جميل، شمّ العطور مريح، لكن لا سيطرة لي على الوقت في كل هذه الأمور، في القراءة فقط أكون سيّدًا على اللحظات والزمن، أُعيده، أُوقفه، أُسَرّعه أو أقول له تمهّل فيتمهّل، القارئ سيّد كونه؛ ولذلك أقرأ!.