2017-12-28 | 03:51 مقالات

العمر حكايات لا أرقام!

مشاركة الخبر      

 

   

 "1"

ـ سَنَة الجوع، سَنَة الجراد، سَنَة الثّلج، سَنَة الغبار، سَنَة الحصبة، سَنَة الرّحمة، سَنَة الكسوف، سَنَة الهَدَام: بالرغم من أنّ معظم السنوات كانت تسمّى حسب أحداث مُوجِعَة وحزينة، إلّا أنّ في تلك التسميّات ما يؤكد أنّ الناس كانوا أقرب إلى الحياة والطبيعة، وأظنهم على صعوبة معاناتهم كانوا أسعد، حيث كانت الأعمار حكايات وليست أرقامًا!.

 

"2"

ـ أنتَ تؤذي الطائر الضعيف حين ترمي له بفتات خبز، أو بقطع صغيرة من أطعمة يحبّها، في حضور طيور قويّة بجانبه، وفي غياب حماية قويّة من جانبك!، الطيور الأكبر حجمًا، الأكثر قوّةً، ستأخذ الطعام من فمه، وستطرده بمناقير حادّة، وخفق أجنحة عدائيّة ومُذِلَّة!. ولسوف تخسر أمرًا مهمًّا: نظرتك اللطيفة لطبيعة الطيور!. 

 

"3"

ـ الذي يُعرف عنه حبّ مساعدة الناس، الذي ينجح في مساعدة بعضهم على قدْر استطاعته، ما إنْ يُكشَف أمره حتّى يعاني الأمرّين من الناس!، وفي النهاية يُذَمّ أكثر ممّا يُمدح!، يتكاثر عليه من لا يقدر على مساعدتهم، يلحّون في الطلب، ولمّا لا يجدونه قادرًا، ينتقمون لإلحاحهم، ويطلقون ألسنتهم ببذاءات وشتم!. إنْ كنتَ ممّن يعاني من مثل هذا الأمر، فتصدّق بالعفو عنهم لوجه الله، وأكمل طريقك. إيّاك أنْ يمنعك "الخبيث" مهما كثر عن "الطّيب" مهما قَلّ!.

 

 "4"

ـ لن تفهم ما لم تُغيِّر زاوية الرؤية، ما لم تجدّدها، ما لم تتحرّك!، ولسوف تتهم الآخرين بتهم جائرة. الثابت متعجرف طالما كان له فم ويقدر على الكلام!.

 

"5"

ـ ليس أكرم من جراح الجندي مدافعًا عن وطنه جراحًا، لا دماء تقترب من طهر هذه الدماء، لا مقارنة ولكن التشبّه بها مكرمة وحافز: أنتَ إنْ وقفت بقلمك وكلمتك وصوتك إلى جانب وطنك، آخيتَ من يؤاخيه وعاديت من يُعاديه، دون حسابات أو مُوَارَبَة، ثم لقيت في سبيل ذلك من الأذى ما لقيت، فتذكّر أنك جندي أيضًا، وأن القلم سلاحك، واعتبر أنّ ما تُلاقيه من أذى جراح حرب، لا أُقارِن بين إصابتين، غير أنّ رؤيتك للأمر على هذا النحو، تُكسبك فخرًا داخليًّا مُستحقًّا، وتُفَوِّحُ من الجراح طيبًا ولا أشهى!. خذها من باب: "ومن ثنى بالسيف دونك والقلم يستاهلك"!.