2018-01-01 | 02:46 مقالات

حتى لا ينتثر الماء

مشاركة الخبر      

 

المواليد ثروة مهدرة، ظلت لسنوات طويلة تذهب هباء منثورًا للبلاد المجاورة دون عناء منهم، رغم أن الأرض احتضنتهم وأنبتتهم ورعتهم فأكلوا وشربوا من خيرها وهم يرتبطون بها كما نرتبط نحن لا فرق، يغرسون في الأرض وحين يثمرون لا يجدون الحاصد، وحتى لا تجف الثمار يأتي تاجر من الجوار وينقلهم إلى هناك وأعينهم تفيض أو تكاد من الدمع، وقد جمعتني الصدفة بأحدهم قبل فترة من الزمن في مصعد فندق فاخر في دولة مجاورة، وأدهشني أنه يتحدث اللهجة السعودية بطلاقة، ولم أكن أعرف أنه من المواليد، وقد أبدى حسرة كبيرة لأنه كان يتمنى أن يبقى في الأرض التي بزغ منها وولد فيها، لكن أن تصل ولو متأخرًا خير من ألا تصل، وقد بدأت فعلاً هيئة الرياضة بعد تدشين مشروع وطن بالاهتمام بالمواليد فعليًّا؛ فأنشأت لجانًا فورية قامت على الفور بجمعهم في مناطق عدة وإخضاعهم لتجارب كروية فنية، وكانت الأعداد كبيرة جدًّا، والثمار ناضجة جاهزة للقطف قبل السقوط، وقد تم اختيار الأبرز ثم اختيار مجموعة منهم للمشاركة مع المنتخب، سواء في أول لقاءين وديين بعد التأهل للمونديال، ثم ضمن الطاقم المشارك في دورة الخليج التي تدور رحاها حاليًا في الكويت، وشاهدنا الثلاثي "علي النمر وسالم علي وجابر عيسى"، الذين أظهروا إمكانات عالية جدًّا تحتاج إلى مزيد من الصقل والاحتكاك وفرص المشاركة المستمرة في الأندية.. 

 

وكنت أرجو أن يتم التنسيق مع وكلاء لاعبين لنقلهم للدوريات الأوروبية، خاصة صغار السن منهم ليكتسبوا مزيدًا من الخبرات هناك، ويكونون نواة لمنتخب قوي لما بعد المونديال، على اعتبار أن التحاقهم بالأندية المحلية لن يصنع منهم لاعبين مختلفين عن لاعبينا الحاليين، ولن يتطور منتخبنا بسرعة إلا باحتراف لاعبينا في الخارج في أوقات مبكرة، وهناك تجارب مماثلة حدثت لمنتخبات أخرى، وقد نجحت كالتجربة اليابانية، هذا بالإضافة إلى المنتخبات الإفريقية ضعيفة القدرات المالية، ولم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد هجرة لاعبيها إلى الدوريات الأوروبية الكبرى، ولعلنا نضرب مثالاً بالنجم المصري محمد صلاح الذي يقدم مستويات كبيرة مع ليفربول حاليًا، ويتصدر قائمة هدافي أقوى دوري في العالم، ولو أنه بقي في الدوري المحلي لما حقق ربع ما حققه ويحققه، وهو الذي ساهم في تأهل المنتخب الشقيق لروسيا بعد سنوات عجاف.

 

الهاء الرابعة

‏صمتي وتفكيري وجرحي والأيام

‏تجمعت ضدي وأنا كنت غافل

‏حفلة مواجع قسمت صدري أقسام

‏منها عرفـت إني للأوجاع كافل