أوزان الحياة وأُنوثة الغربة!
“بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: “ الوصايا المغدورة” لميلان كونديرا، ترجمة مَعَن عقل، منشورات المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، والمقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ أهلًا بالنقد:
لن أذمّ النقد الأدبي، لأنّه ليس هناك ما هو أسوأُ من الاصطدام بغيابه بالنسبة إلى كاتب!.
ـ الذكرى نسيان:
اللحظة الرّاهنة لا تشبه ذكراها!، الذكرى ليستْ سَلْبًا للنسيان. الذكرى هي شكلٌ للنسيان!.
ـ الإنسان في روايات تولستوي:
إنّه مَسَار، طريق متعرّج، رحلة مراحلها المتعاقبة ليست مختلفة وحسب، إنما تمثِّل أغلب الأحيان النّفي للمراحل السابقة!.
ـ بديل ما ينبغي:
يبغي الإنسان الأبديّة، إلّا أنه لا يستطيع أنْ يحظى إلّا ببديلها: لحظة النّشْوَة!.
ـ أوزان الحياة وقوافيها:
أوزان الحياة المتساوية كمّيًّا، ليس لها الثقل نفسه عندما تنتمي إلى سنّ الشباب أو إلى سنّ النضج!. إذا كانت سنّ النضج أغنى وأكثر أهميّة ليس بالنسبة إلى الحياة فقط إنما إلى النشاط الإبداعي، فإنّ ما تحت الشعور، والذاكرة، واللغة، وكل أساسٍ للإبداع تتشكّل باكرًا جدًّا!.
ـ فِخَاخ:
.. كلّ إجابةٍ هي فَخٌّ للبُلَهاء!.
ـ الموسيقى والرواية:
و كما أنّ الموسيقى الرائعة يُمكن الاستماع إليها باستمرار، كذلك الروايات العظيمة أُعِدَّتْ من أجل قراءات متكرِّرَة!.
ـ أنوثة الغُربة:
إنّ الغُربة في شكلها الحاد، المذهل، لا تنكشف على صورة امرأة مجهولة نبحث عنها، إنّما امرأة كانت لنا، فيما مضى!.
ـ أقطاب:
الطبيعي يُعارِض الاصطناعي، الغريزي يُعارِض العقلي، التّأمّل يُعارِض الثّرثرة!.
ـ جلباب أبي:
ليس ازدواجًا أنْ يُردِّد المرءُ موقف شخص آخَر، وإلّا لكان كل الأطفال الذين يُطيعون أهلهم مُصابين بازدواج الشخصيّة!.
ـ اللغة.. اللغة:
لا يمكن الفصل بين الفكرة والتعبير والتأليف!.
ـ الضعف العبقري قوّة هائلة:
.. وقال لي: هناك الكثير من الانتقالات الضعيفة على نحو مدهش لدى بتهوفن، لكن تلك الانتقالات الضعيفة هي التي تعطي قيمة للانتقالات القويّة. هذا يشبه المَرْج الذي بدونه لا يمكننا أنْ نستمتع بشجرة جميلة تنمو فوقه!.
ـ كُتّاب السِّيَر:
لا يعرف كُتّاب السِّيَر الحياة الجنسيّة الخاصة لزوجاتهم، لكنهم يعتقدون أنهم يعرفون الحياة الجنسية لستاندال أو فوكنر!.
ـ كرنفال النسبية:
لا أحد مُحِقّ ولا أحد مُخطئ تمامًا، في هذا الكرنفال الكبير للنّسْبِيَّة!.
ـ الإخفاق الجمالي:
لا مكان للحقد،...، الروائي الذي يكتب رواية لتصفية حساباته، سواء كانت حسابات شخصية أم إيدلوجيّة، محكوم عليه بالإخفاق الجمالي الكُلّي والمُؤَكَّد!.
ـ انتبه ودقِّق:
هل كانوا متأكِّدين من أنّهم متأكِّدون؟!.
ـ الوفاء الغبي:
هذا الوفاء هو الشّغف بجمع كل ما يُمكِنْ أنْ يُوجَد وراء مؤلِّف!. وبينما يحاول المؤلِّف في حياته أنْ ينشر كل ما هو جَوْهَريّ، فإنّ نابِشِي القمامة مُولَعُون بالّلا جَوْهْرِيّ!.