حمد الراشد - زعيم لا يرحم.. ضرب فأوجع

على وقع المطر وأنغام السامري فتح الزعيم للعالمي بوابة الخروج النهائي من قطار المنافسة على اللقب.. عمق جراحه و نثر عليها حفنة ملح بحر.. على وقع المطر وأنغام السامري رقص الزعيم العرضة.. حسم قمة السحاب لصالحه بجدارة.. لعب بعقل و فكر و دهاء طوال 90 دقيقة.. لم يتخل عن تركيزه العالي لحظة واحدة مستفيدا من حالة الأداء العصبي و الحماسة الطاغية التي لفت بردائها لاعبي العالمي.. فلم يستثمروا حالة هدوء الزعيم في الثلث ساعة الأولى من الشوط الأول.. واصل اللعب بإيقاع سريع في اندفاعه الهجومي دون أن يحصن دفاعاته و خطوطه الخلفية التي انهارت مرارا في الشوط الثاني.. دونيس الداهية كسب معركته مع كانفارو الأنيق.. و كأن العالمي يريد مدربا انيقا يرتدي أغلى البدلات و الماركات.. موقعة السحاب أكدت ضعف امكاناته التدريبية.. فقد كان واضحا منذ لحظة مشاركة الشلهوب الموهوب أن السيطرة الميدانية على منطقة المناورات انتقلت للزعيم.. و كان يتوقع ان يجري تعديلات سريعة لإنقاذ ما يمكن انقاذه.. ظل ساكتا صامدا كلوح ثلج بارد.. ولم يتحرك إلا في الوقت بدل الضائع عندما دفع بالراهب الخطير المظلوم حتى العظم.. و الذي أحدث زلزالا في دفاعات الزعيم و صنع لزملائه اكثر من فرصة محققة للتسجيل و تعديل النتيجة.. أخطأ كانفارو كريستيان ديورو شانيل عندما أبقى نايف التائه حتى الدقيقة 81.. و عندما دخل المباراة بتشكيل خاطئ و هو يعرف قوة و خطورة وسط الهلال.. كان المفروض ألا يلعب برأسي حربة أدوارهما متطابقة متشابهة.. السهلاوي و نايف.. ربما نسي أنه يواجه الهلال لا هجر.. كانفارو يتحمل وحده مسؤولية الخسارة المرة بنسبة كبيرة.. بالتشكيل الخاطئ.. القراءة الخاطئة للمباراة.. وعدم تحركه في الوقت المناسب لتصحيح الأخطاء في الشوط الثاني..
في المقابل نجح دونيس في قراءة المباراة عندما دفع بورقته الرابحة الشلهوب و الذي أعاد بناء الهجمات و استغلال الفراغ الكبير في العمق النصراوي.. بعد هدف السوبر ستار اداوردو سنحت للزعيم أكثر من فرصة محققة.. نفس الاسلوب.. التمرير الطولي في العمق بين حسين و هوساوي.. وان كنت اختلف مع دونيس بإخراجه الميدا المشاغب المشاكس صاحب لمسة هدف الفوز القاتل و إشراك ناصر الذي لا زال يبحث عن مستواه.. تغيير ( مجاملة ) لا مبرر فني له.. و بهذه النتيجة أكد الزعيم علو كعبه على العالمي.. منذ مجئ دونيس لم يعرف الزعيم طعم الخسارة أمام العالمي..خطف منه كأس الملك و أتبعه بكأس السوبر في عاصمة الضباب و أجهز عليه في الدوري مصدرا حكمه القاطع على إخراجه من المنافسة قبل رفع الستار عن الدور الثاني.. و هذا أسوأ سيناريو يتعرض له العالمي.. هل يعقل أن يفقد ( 21 ) نقطة من (13) مباراة.. كابوس مزعج جثم على صدور جماهير الشمس.. وإن كنت أحمل الرئيس جزءا كبيرا من مسؤولية هذا الخروج الحزين.. حسبي الإشارة فقط الى شراء عقد نايف بـ 50 مليونا.. قرار استراتيجي خاطئ 100% بهذا المبلغ الخيالي كان يمكن التعاقد مع مدافع من عينة ديجاو بدلا من التجديد لمحمد حسين.. فضلا عن توظيف المبلغ في عقد صفقات محلية مثمرة.. جل من لا يخطئ المهم الاستفادة من الأخطاء و طي صفحة الدوري و تعليق لوحة ( موسم للنسيان).