2016-02-01 | 02:23 مقالات

عبده عطيف - هل من برقان آخر؟

مشاركة الخبر      

النور في الليالي المظلمة يكون أكثر ضياءً وتلألأً، فنتغزل به ونسطر له أبياتاً من المديح.
هذا النور يضيء لنا الطريق والمكان وينعش التفاؤل بداخلنا.
هي كذلك لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، مقارنةً باللجان الأخرى في الاتحادات الرياضية.
وبسابق تجارب عشتها مع لجنة الاحتراف برئاستين مختلفتين، هناك لجنة كانت تعمل بانتقائية وتنحاز مع من (غلب)، فترمي العقود والاتفاقيات في الأدراج .. وكأنها (رسائل غرامية).
ولجنة حالية نظرت إلى مخافة الله وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) الآية.
فاهتمت بالعقود وإعطاء كل ذي حق حقه، سواء كان لاعباً أو وكيلاً أو نادياً، أو أي جهة كانت طرفاً في قضية لديها.
وفي ظل التشاؤم الكبير الذي بدأ يغزو العمل الرياضي بكل أطيافه من إدارات وبرامج وخطط، خرجت لنا لجنة الاحتراف الحالية ببصيص أمل، على الرغم من أنها (وُضعت) في وجه المدفع، لتواجه الأندية الكبيرة ونفوذها وإعلامها (المتعصب)، الذي (يجلد) كل من يخالف رغبات ناديه.
لجنة الدكتور عبد الله البرقان كان قدرها أن تكون في أصعب مكان، بل الأخطر على الإطلاق في كرتنا.
لجنة تتعامل في أمور مالية وإدارية وتنظيمية وقانونية.
لجنة تحملت إرثاً كبيراً من (الفوضى) والبيروقراطية وتعطيل الأعمال.
لجنة صمدت ورممت ونظمت وطورت وأدت الأمانة .. بل (سابقت الزمن).
فكانت النتيجة (نجاح بامتياز وتفوق باقتدار واحترام الكل).
ولكي لا أُتهم بالمبالغة والمحاباة .. دعونا نستعرض جزءاً من أعمال لجنة البرقان التي استلمت زمام الاحتراف في منتصف عام 2013.
على مستوى الأمور المالية .. ألزمت الأندية بسداد أكثر من 500 مليون ريال، أي (نصف مليار) وبشيكات مصدقة.
أنهت ما يزيد عن 600 شكوى، بعضها كانت (حبيسة الأدراج) منذ عام 2008.
وعلى مستوى التنظيم، اعتمدت نظام TMS المعني بتسجيل اللاعبين المحليين إلكترونياً برقم سري لكل ناد، ليساعد الأندية البعيدة عن اللجنة والتي تتكبد معاناة السفر والوقت والجهد والمال في التسجيل.
وحّدت لوائح العقوبات الداخلية للأندية، بعد أن كان كل ناد (يُفتي) ويخرج بلائحة تخوله التلاعب بالأنظمة، وكأن لائحة الاتحاد الدولي والآسيوي والسعودي لا تناسب هواه.
والغريب أن اللجنة السابقة هي من أعطت الأندية الضوء الأخضر في التلاعب.
إيجاد غرفة فض المنازعات تحت مظلتها أسوة بالأنظمة الدولية، فالغرفة هي المخولة بالشكاوى والنزاعات والقضايا والخلافات في العقود، أما اللجنة فمسؤوليتها التنظيم والتطوير ومراجعة اللوائح وتصديق العقود وتنفيذ الأحكام الصادرة من الغرفة.
أجبرت الأندية على سداد رواتب اللاعبين الشهرية إلى ما قبل أي فترة تسجيل، وإلا فلن يستطيع النادي قيد أي لاعب جديد.
إلغاء التعامل بالمسيرات والأوراق في تسليم الرواتب والمقدمات والحقوق واتجهت إلى التعاملات البنكية فقط، من حوالات وإيداعات وشيكات مصدقة لتنهي بذلك (تسلّط) بعض الأندية وتلاعبها.
هذا العمل وأكثر في سنتين ونصف فقط.
ومع هذا أيضاً، لم نسمع يوماً أو نقرأ أن لجنة الاحتراف استثنت أو أجلت أو قدمت، رغم الضغوط والحروب والسهام التي تلقتها لتغير من مسارها وعملها.
بل سارت قدماً ولم تنظر إلى الخلف أو خفافيش الظلام.
بالفم المليان هذه اللجنة نعمة من نعم الله على اللاعبين السعوديين بشكل خاص وعلى رياضتنا بشكل عام، فهنيئا لنا ولمن أحب رياضتنا وعشقها بهذا العمل وهذا الفكر.
ومع هذا كله، فإن عمل اللجنة لا يخلو من الأخطاء، فأعضاؤها ورئيسها بشر يخطئون ويصيبون، وتجري عليهم سنن الخالق عزّ وجل.
ولكن، يجب على الدكتور عبد الله البرقان أن يحذر من وجود بعض (الحرس القديم) من اللجنة السابقة، والتي تتميز بالعشوائية والفوضى.
وهم من تسببوا في معظم مشاكله مع الأطراف الأخرى.
الخلاصة: هل من الصعب استنساخ هذه اللجنة لتصبح نموذجاً يحتذى به ويغار منها كل من يريد النجاح لتحل لنا مشاكلنا مع اللجان والإدارات؟
ودمتم.