دلال الدوسري - آسيا واحدة.. هدف واحد

يستحق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الإشادة وهو الذي دعا قبل ثلاثة أشهر كافة الاتحادات الأعضاء وروابط الأندية واللاعبين والمدربين والحكام والجمهور والإعلام الرياضي في مختلف بلدان القارة الآسيوية للمشاركة في طرح مقترحاتهم بشأن الرؤية والمهمة المستقبلية للاتحاد من خلال قنوات التواصل المختلفة.
المبادرة بحد ذاتها كانت سلوكاً مسؤولاً نشهده للمرة الأولى من المنظمة القارية الأم لإشراك الأطراف ذات العلاقة في رسم إستراتيجية اللعبة التي هم أحد المعنيين بها، وهو بالمناسبة أهم مرحلة من مراحل تطبيق المسؤولية الاجتماعية، وكنتاج لهذه الممارسة، أطلق رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم قبل عدة أيام من العاصمة القطرية الدوحة الرؤية والرسالة الجديدتين للاتحاد القارئ بافتتاحية قال فيها: "واجبنا أن نسلم هذه اللعبة الرائعة لنجوم الغد وهي بوضع أفضل مما استلمناها عليه"، وهو ما يؤكد عزم المؤسسة التشريعية على الالتزام بمبادئ وأهداف التنمية المستدامة، كما أعلن خلال حفل التدشين عن المهام السبع المنوط بالاتحاد عملها لتحقيق هذه الرؤية، حيث جاءت خمسة منها مرتبطة بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وهي: تقديم خدمات مخصصة للاتحادات الوطنية الأعضاء من أجل الوصول إلى كامل مستوى قدرتها، تقديم محتوى يستقطب الاهتمام تجارياً من الجماهير وأطراف اللعبة، تطبيق الحوكمة الجيدة، ضمان أعلى معايير النزاهة، واستثمار كرة القدم كأداة للتنمية الاجتماعية، بعض هذه العناصر يحقق الجانب الاقتصادي من المسؤولية الاجتماعية والذي يشير على دعم عمل الاتحادات الأعضاء لاستغلال مواردها بكفاءة بما يسمح لها بتحقيق أهدافها، وكذلك ضرورة الالتزام بالممارسات الأخلاقية داخل الكيان الكروي من خلال تطبيق الحوكمة والنزاهة ومكافحة الفساد على كافة المستويات، وبعضها الآخر يحقق الجانب الاجتماعي الذي يعمل على تطوير بيئة المجتمع الرياضي ورعاية منسوبيه واستخدام شعبية هذه اللعبة للتأثير إيجاباً على الجماهير ولأبعد من حدود المنظمة نفسها.
الانطلاق بفكر جديد يستند إلى مفاهيم المسؤولية الاجتماعية يؤسس لمرحلة وثقافة جديدة تتطلب التزام كافة الاتحادات والهيئات المنضوية تحت مظلتها بذات المسؤولية وتضميها في خططهم وأعمالهم إذا ما أرادوا جني ثمرات هذا السلوك استقراراً ونجاحاً فضلا عن مواكبة ما وصلت إليه الدول المتقدمة رياضياً.
• مستشارة المسؤولية الاجتماعية الرياضية