حمد الراشد ـ سطر جديد ومجد تليد
وهكذا سهرت الرياض حتى الصباح ونامت جدة على وسادة الأحزان فقد طارت الكأس الذهبية لمن يستحقها الزعيم حامل لواء بطولة كأس ولي العهد بـ 13 لقباً ووصول 9 مرات للنهائي على التوالي.. إنجاز تاريخي غير مسبوق مبروك للزعماء الفوز الغالي والثمين المستحق وهاردلك للملكي الذي لم يكن في يومه.. منذ الدقيقة الأولى باحت المباراة بكل أسرارها فقد كانت الروح الهلالية حاضرة وكان الزعيم في أوج تألقه فلم يظهر بهذا المستوى المبهر منذ فترة طويلة وكأنه كان يخبئ كل فنونه وإبداعاته وترسانة مهاراته لهذه الليلة وهذه المناسبة الغالية التي ازدانت برعاية وتشريف ولي العهد الأمين محمد بن نايف نايف الأمن والأمان في عرس كروي وطني كان الاحتفاء به بأبناء شهداء الوطن والواجب العنوان الأبرز والمضيء.. كانت احتفالية وطنية فاخرة رسمت في الأفق أحلى صور الحب والوفاء لوطن العز والفخر.. فاكتملت لوحة الفرح الزرقاء بزف عريسها لمناجم الذهب.. منذ الدقيقة الأولى أعلن الزعيم وأصدر بياناً رسمياً.. الكأس لن تغادر الرياض.. منذ أول تمريرة وأول هجمة وأول لمسة كان الموج الأزرق عاتياً لم يسمح للاعبي الملكي بالتقاط الأنفاس للحظة واحدة.. هجمات منسقة مرسومة بالمسطرة تتوالى على مرمى الأهلي كموج البحر الغاضب.. كالعاصفة المجنونة التي تأخذ في طريقها الأخضر واليابس.. وماهي إلا دقائق حتى كان الزلزال ناصر يزور شباك المسيليم من أول فرصة ذهبية معلناً افتتاح مهرجان الفرح.. وممهداً الطريق الوردي للكأس الغالية.. فالهدف المبكر أصاب الأهلاويين في مقتل.. أفقدهم التوازن النفسي والمعنوي.. ليستمر المد الأزرق مهاجماً بشراسة بقيادة المايسترو نواف العابد بحثاً عن هدف آخر يكون بمثابة الضربة القاضية الفنية.. مستغلاً حالة الضياع والشلل التام الذي أصاب كل مفاصل الأهلي عقب هدف الزلزال.. وماهي إلا دقائق من الضغط الأزرق المتواصل حتى كانت الزيارة المرعبة الثانية لمرمى الأهلي وهذه المرة بإمضاء نواف.. طويت الصفحة وجفت الأقلام وانتهى الفيلم.. فقد كان هدف التعزيز الإعلان الرسمي لانتهاء العرس.. وانتهاء الملحمة الزرقاء.. توقع الكثيرون أن يعود الملكي.. أن يصحو من سباته.. أن ينهض من كبوته أن يسجل رد فعل سريع.. لكن هيهات.. فمن يستطيع إعادة الماء بعد سقوطه على الأرض.. لم يسمح الزعيم للملكي بالعودة.. بالاقتراب من مناطقه الخلفية.. بتهديد مرمى شراحيلي وذلك بمواصلة الضغط الهجومي المرعب من الأطراف ومن العمق بحثاً عن المزيد من الأهداف ساعده على ذلك ضياع الأهلي التام وتبعثر أوراقه وهبوط مستوى نجومه وأعمدته الأساسية تيسير، السومة، فيتفا، ماركينو، المسيليم، باخشوين ولا أبالغ إذا قلت جميع لاعبيه بلا استثناء.. فقد كانت هزة الزلزال المبكر بمقياس ٨ ريختر. قاضية مدمرة.. أعادت للأذهان سيناريو نهائي كأس الملك أمام الشباب في الجوهرة عندما استقبلت شباك المعيوف هدف الشباب المبكر.. نفس السيناريو.. عجز الملكي عن العودة.. هو ما تكرر أمس أمام الزعيم.. ليأتي الشوط الثاني يحمل معه آمال العودة بعد أن رمى جروس بكل أوراقه وإخراجه محور باخشوين وظهيري الجنب في تغيير غير مفهوم وغير مبرر كالقبطان الذي فقد آخر أمل بإنقاذ السفينة والركاب فألقى بنفسه في أعماق البحر واعتقد أنه غرق في المصير المجهول.. سجل تيسير قبل النهاية هدفاً سينمائياً شرفياً (حلاوة روح) ولكن بعد فوات الأوان فقد كانت الكأس الذهبية تضع آخر لمسات الزينة ليقدمها راعي العرس الكريم للعريس السعيد كان الذهب يلمع في المنصة لاحتضان الزعيم بعد أن حسمت الأمور نهائياً في الحصة الأولى ألف مبروك للزعيم الكأس والذهب والمجد ألف مبروك للنجوم ودونس والإدارة وأعضاء الشرف والجماهير.. سطر جديد ومجد تليد.