2016-02-22 | 02:26 مقالات

عبده عطيف - النصر .. كيف سقط ؟

مشاركة الخبر      

في النصر عشت حالةً أخرى من الاحتراف، وعشت قصة تختلف عن بقيتها.
أتيت إليه في صيف عام 2012، وقضيت معه موسمين فيهما الكثير والكثير من القصص والعبر.
أتيت وتعرفت عن قرب على قصة فارس أعزل مازال يحاول المقاومة والصمود رغم كل ما يحيط به، ورغم عتاوة خصومه وعتادهم، ثم رأيته يقاتل لينهض، وشاركته الحكاية بل ودخلت معه المعركة.
انتفض واستشعر قيمته ثم عاد أقوى، وعاد ليفتك بمنافسيه، عاد ليظهر على الساحة ويزأر كأسد عاد لعرينه .. عاد ليقول: أنا لم أمت أنا عائد للمجد.
تلك هي قصة النصر في موسمين أو ثلاثة، لكن هذا البطل عاد لساحة الوغى هذا الموسم، وكأنه مثخن بالجراح، كأنه سقط من أعلى قمة، لم يعد يقوى على الحراك، لا يقارع الأقوياء.
ما الذي حل بهذا البطل؟
عندما سألني واستشارني الأمير فيصل بن تركي في التعاقد لأول مرة مع المدرب كانيدا، أعطيته رأيي بكل أمانة وشجعته على اختياره ليقيني التام بفكره وأسلوبه وطريقته وشخصيته، وأن ذلك الوقت هو المناسب لبطل الدوري لتغيير طريقته التقليدية إلى الاستحواذ والسيطرة وفرض أسلوبه على خصومه.
ولكني اكتشفت فيما بعد أن معظم جماهير وإعلام البطل وحتى بعض اللاعبين لا يرغبون في الانتقال إلى تلك المنهجية.
منذ أن غادر كانيدا في الموسم الماضي وأنهت الإدارة عقده بحجج كثيرة ذكرها رئيس النادي، ومنها أن المدرب لا يناسب النصر وأنه ليس على وفاق تام مع بعض لاعبيه، وأن الفريق يسير بلا هوية واضحة وبلا إقناع مستمر، يحضر يوماً ويغيب أياماً، ويتوهج في شوط ويخفت في آخر.
مع بديل كانيدا العائد داسيلفا بعد غياب حقق النصر الدوري ولعب نهائي كأس الملك وخسر السوبر في لندن، ظهر الفريق تائهاً مضعضعاً مليئاً بالتعب.
الآن وبعد أن تكسرت كل نصال الفارس وخسر المنافسة على اللقب، وبعد أن قضى كانافارو شهرين في تدريب الفريق يعود كانيدا للمشهد الأصفر.
من وجهة نظري .. كانيدا هو أفضل من مر على النصر في سنواته الأخيرة، وربما تفوق على كارينيو في التكتيك والتنظيم، معه شاهدت نصراً قوياً يمتلك الكرة ويصنع الفرص.
أتساءل عن قناعة عصفت بعقده لأول مرة وأخرى أعادته لحل الأزمة؟ هل هي قناعة فنية مطلقة في الحالتين؟ وهذا بالطبع متناقض.
هل هناك صراع قوي بين المدرب واللاعبين استدعى التضحية بأحدهما؟ هل هناك خطوط حمراء لم يسمح لأحد بتجاوزها فضاق به من حوله ولم يعد يسعه مكانهم؟
بين رحيل كانيدا وعودته وفابيان وعودته وماركينيوس وعودته .. تتضح الصورة التي ظهر بها الفريق منذ بداية الموسم، فالنصر قبل موسمين كان يريد العودة للذهب، وما أن عاد لم يعد يعرف ماذا يريد بعد، وهذا يدلنا على مشكلة النصر الكبرى على المستوى الفني ألا وهي التقييم الفني داخل أروقة النادي ومن يقوم بذلك؟
وأضف إلى ذلك مشاكل كثيرة تحاصر رئيسه وصدامات أخرى تنتظره بعد صداماته الشرفية وتصاعد موجة الغضب والنقد والعتب.
قد يجد الرئيس نفسه في مواجهة لم يتوقعها مع نجوم فريقه ومطالبتهم بمستحقاتهم المتأخرة والتي تحدث بشكل متقطع ولكنها تتفاقم يوماً بعد آخر.
وبعد كل هذا .. هل سيمنح الرئيس لمدربه كافة الصلاحيات ليعيد النصر إلى الطريق الصحيح؟ وهل سيمنح لاعبيه مستحقاتهم ليتفرغوا للملعب فقط؟ وهل يعيدون معاً صورة بطل تكررت لموسمين؟.