2016-02-27 | 02:27 مقالات

حمد الراشد - كلاسيكو الإثارة وصراع الصدارة

مشاركة الخبر      


لمن تقرع أجراس النصر هذا المساء المسكون بكل هالات الإثارة والتشويق .. للزعيم المتصدر المنتشي بلقب فاخر حصده قبل أيام أم للعميد القادم من الساحل الغربي يحمل معه آمال وتطلعات جماهيره في الاقتراب من الصدارة والقبض بيد من حديد على فرصة ذهبية للعودة من جديد للقمة ومغازلة اللقب الذي طال انتظاره؟ .. الزعيم يدخل موقعة الكلاسيكو وهو يسعى لضرب عدة عصافير بحجر واحد .. المحافظة على الصدارة وتوسيع الفارق بينه وبين أشرس منافسيه.. ورد اعتبار موقعة الجوهرة والتي شهدت أول هزيمة للزعيم .. العميد المتسلح بروح لاعبيه وعزيمتهم يدخل موقعة الإياب وهو يمني النفس بتكرار فوزه الثمين الذي جاء بعد فترة طويلة من الهزيمة والانكسار أمام الزعيم .. والمحافظة على حظوظه في المنافسة، فالفوز يقلص الفارق إلى نقطة.. والخسارة تبعده مسافات عن اقتحام سور المنافسة.. وتهدد فرصته في الاحتفاظ بالمركز الثالث في ظل مطاردة سكري القصيم والليث صاحب أفضل نتائج في الدور الثاني بحصده العلامة الكاملة 15 نقطة من خمس جولات .. وإذا استمر الليث على هذه الوتيرة قد يقفز للمركز الثالث .. أجواء الكلاسيكو تميل لصالح الزعيم .. العائد من طشقند بنقطة مغمسة بخبز الحسرة والندم على ضياع فوز كان تحت أسنانه.. في ظل غياب باقة من نجومه الذين ادخرهم دونيس لموقعة العميد فنياً .. كفة الزعيم أرجح .. لياقياً .. مجهد يعاني .. لكنه يملك الحلول .. والمفاتيح .. ومع ذلك ثوبه الأزرق ليس خاليا من الثقوب .. قدرة هائلة على الضغط الهجومي وصناعة فرص التسجيل وتشكيل موجات متتالية من الخطورة على مرمى الفريق المقابل لكنه سهل الاختراق دفاعياً ومرماه قابل للزيارة .. مرات ومرات .. فالاندفاع الهجومي والضغط باستمرار بسبعة لاعبين يجعل الطريق لمرمى شراحيلي مفروشاً بالورود، وهذه الثغرة الواضحة فشل دونيس في إغلاقها ومعالجتها معتمداً على قدرة وفاعلية فريقه على التسجيل .. في الجانب الآخر العميد يملك الحماسة والروح التي تغلف أداء لاعبيه ويملك مهاجماً خطيراً يسجل من أرباع الفرص ومهندس وسط مارتن يحضر حيناً ويغيب أحياناً .. وجناح أسرع من الرصاصة فهد المولد وميسي مشاغب عبدالفتاح عسيري وما عدا ذلك جنود مقاتلون سلاحهم الاجتهاد .. ومدرب محدود الإمكانات رغم إشادتنا به، بيتوركا فقد كشفت مباراة القادسية ومباراة لوكوموتيف الأوزبكي ضعف قراءته الفنية .. لا يملك الحلول عندما يواجه فريقه ضغطاً هجومياً مستمراً. يتوقف عقله عن التفكير ويظل ينتظر الحظ من السماء لعل وعسى تمر الأمور بسلام .. فالخطوط متباعدة والمحاور ورباعي خط الظهر مزروعين داخل الصندوق كما لو أن أقدامهم مثبتة بالمسامير على الأرض .. فريق يدافع من الخط الأخير يحجب الرؤية عن حارسه. لا يخرج أبدا من حدود منطقة الـ١٨ .. لا يعرف غير إبعاد الكرة وتشتيتها لتعود مرة أخرى في شكل هجمة جديدة مرسومة .. لا يعرف التحكم في إيقاع اللعب .. متى يسرعه ومتى يبطؤه. لا يعرف الدفاع من خارج المنطقة عندما تصبح الكرة في حوزة حارسه .. للتقدم إلى الأمام .. لمساندة الوسط في حالة تقدم هجومي.. كما شاهدنا في طشقند .. ظل منكمشاً داخل الصندوق حتى استقبل هدف التعادل .. بالمختصر الفريق لا يملك الحلول .. وهجومه مغلوب على أمره خاصة ريفاس لافتقاره للتموين والمساندة الفعالة من ظهيري الجنب وثلاثي الوسط ومدرب عاجز تماما عن ايجاد البدائل لفريقه عندما يتعرض للضغط الهجومي والحصار .. تسألني على ضوء هذا التقييم هل ترشح الزعيم للفوز؟ .. وأجيب لا .. فلكل مباراة ظروفها وأسرارها ومفاجآتها .. كما حدث في موقعة الجوهرة عندما أبدع شراحيلي في تحويل كرة مارتن إلى مرمى الزعيم في مطلع المباراة .. فتغير كل شيء. ولكن يظل الزعيم هو الأقرب على الورق فقط .. أما ما يحدث داخل المستطيل الأخضر فلا يمكن توقعه .. قد يكون الزعيم في أسوأ حالاته وقد يكون العميد في أوج تألقه .. وقد يحدث العكس. عموما نحن على موعد مع كلاسيكو باذخ فنياً وسهرة كروية ممتعة مثيرة من فئة سبع نجوم. نتيجة يتمناها الملكي لصالح العميد حتى يستعيد الصدارة وإن كان سيواجه صعوبه بالغة في تجاوز سد نجران الرهيب. فنجران أنجوس مخيف للكبار .. لم يعد لقمة سائغة تلتهمها الفرق كما تاكل العريكة في عز البرد.