منصور البدر - فوضى وانفلات
ما يحدث في وسطنا الرياضي بسبب إفرازات المنافسات الكروية من تباغض وشحناء واتهامات وإساءات لم يعد يحتمل الصمت، فقد تجاوز كل الحدود، حدود المنطق وحدود الأدب، وحدود الوطن.
صراعات بعضها مكشوف للجميع وبعضها لا يرى بالعين المجردة لكن أثره واضح ونتائجه أكثر وضوحاً، والنتيجة وسط رياضي (منفلت) لا يعي الأحداث المحيطة به ولا يدرك مخاطرها، ولا يشعر بالخجل كونه لا يعي ولا يدرك ما حوله.
اتحاد ضعيف ولجان تعبث بالقرارات حسب الأهواء والمصالح المشتركة الناتجة من تكتلات الانتخابات وتوزيع غنائمها، ورؤساء أندية يحرضون الجماهير ويزيدون الاحتقان بتأكيدهم فساد الاتحاد ومطالبتهم بمنافسات خالية من الشبهات، وإعلام رياضي يُقاد (جلّه) من إعلاميين بفكر مشجعين (متعصبين) والنتيجة وسط رياضي منفلت.
صحيح أن وسطنا الرياضي لم يكن يوما مضرباً للمثل في شيء لكنه لم يكن يوما بمثل هذا السوء وهذه الفوضى التي هو عليها الآن وباتت تشكل تهديدا على مكتسبات الوطن وتشوه صورته أمام الآخرين.
هذا هو الواقع، ومن يرى أنني أبالغ في التعبير والوصف فما عليه سوى متابعة البرامج المتخصصة في بث الاحتقان ونشر التعصب، ومطالعة الصفحات الرياضية المليئة بالإساءات والمغالطات، والتجول في بعض الحسابات بمواقع التواصل التي تهدد وتحرض على الفتن.
للأسف أصبح وسطنا الرياضي أبعد ما يكون من أي وقت مضى عن الأخلاق والتنافس الشريف، والسبب اتحاد غير جدير بالمسؤولية، ورؤساء أندية يبحثون عن مصالح أنديتهم بالحق أو الباطل، وإعلام بعضه غارق في وحل التعصب وبعضه في المصالح، وجمهور عاطفي يقوده المتعصبون والمتمصلحون.
والمؤسف حقاً هو صمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي المرجعية الرسمية للأندية والجهة المسؤولة عن تنظيم الجانب الرياضي، ووزارة الإعلام بحكم مسؤوليتها عما ينشر في الصحف وما تبثه القنوات التلفزيونية من برامج رياضية تحرض على التعصب ونشر الفوضى والاحتقان.
هذا الصمت من الوزارة والرئاسة لا يمكن أن يكون موافقة على ما يحدث، وأجزم أن الجهتين (الوزارة والرئاسة) تريدان إعلاماً نزيهاً ووسطاً رياضياً مثالياً خالياً من الشوائب، لكنهما لا تستطيعان فرض المثالية ولا حتى كبح جماح هذا الانفلات الذي تعاني منه رياضتنا وإعلامنا الرياضي وذلك لأنهما أضعف من مواجهة هذا التيار من الفوضى.
باختصار .. وسطنا الرياضي لم يكن يوماً بمثل هذا السوء والانفلات، والسبب اتحاد تعبث به المصالح، ورؤساء محرضون، وإعلام يقوده مشجعون، وقرار ضعيف في الوزارة والرئاسة.