بدر السعيد ـ المنعطفات الأخيرة
لكل قصة خاتمة .. ولكل مسار نهاية .. وتبقى أحداث ومنافسات الرياضة إحدى القصص التي لها خصوصيتها في النهايات .. فلا يمكن أن تنتهي قصصها بدون بطل .. ولا يمكن أن ينتهي المطاف دون تتويج وفرح في جانب .. وخروج وحزن في جانب آخر ..
وقبل كل ختام تنشط الحواس والعواطف البشرية بل وتصل ذروتها .. وتنشط الذاكرة بشكل يجعل للنهايات الحظ الأوفر من الحفظ .. سواء كانت تحمل الذكريات السلبية أو الإيجابية .. ومن هنا فإن اللجان والإدارات والمدربين واللاعبين والجماهير والإعلام وغيرهم من أضلاع الرياضة سيكونون تحت المجهر بشكل يجعل من نجاحهم في النهايات يخفي جميع سلبياتهم طوال الموسم .. والعكس صحيح للأسف.
كم من جهة رياضية أو شخصية اختفت كل سلبياتها وإخفاقاتها طوال الموسم الرياضي لمجرد ظهورها بشكل مميز في نهاية المطاف .. فالخواتيم هي المعيار بالنسبة لمعظم الجماهير والمتابعين .. ولن تجد ما تلومهم عليه .. فالعاطفة تتحكم في ذلك بلا شك ..
تقترب النهايات .. فيتبعها الاستنفار .. يدفعه البحث عن الانجاز .. أو البعد عن الإخفاق ..
تقترب النهايات .. فيظهر على السطح من يدعون حب الكيانات .. والباحثون عن الأضواء .. والساعين لمكان "وهمي" لهم في قلوب الجماهير المتعطشة .. والفلاشات المضيئة ..
في المنعطفات الأخيرة .. يكثر أتباع نظرية "قايل لكم"، ويصل الحال ببعضهم أن يتمنى خسارة فريقه في نهاية الموسم وهو يرى أن وجهات نظره تتجه للذهاب أدراج الرياح .. فيثأر لنفسه .. ويتناسى الواقع .. ويغيب العقل .. وتتجه جوارحه وأمنياته نحو الانتصار لرأيه حتى وإن كان ضحية ذلك هو خسارة فريقه.
في المنعطفات الأخيرة .. أنصح نفسي ثم أنصحكم بتحكيم العقل قبل العاطفة .. أعلم أن الشدة التي تحملها النهايات كفيلة بترجيح كفة العاطفة على العقل .. لكن حضور العقل بالحد الأدنى سيكفل لكم تقدير الأمور بالشكل المنصف .. وإن سألتني عن رأيي في نجوم المنعطفات الأخيرة فسأقول لك .. أحترم ما يقدمونه .. وأصفق لكل تحرك حاسم يحمل قيمة عالية في نهايات المنافسات الرياضية .. إلا أنني في الوقت ذاته أتحسر على من قدم موسماً جميلاً ومميزاً ولم يحالفه التوفيق في نهاية المنعطف .. فيكون حينها رقماً هامشياً قد ينساه التاريخ في الأغلب.
أما أقسى ما تنتجه النهايات فهو الحكم الظالم من أصحاب القرار على كل من قدم ما لديه طيلة منافسات الموسم إلا أنه لم يوفق في نهاية جميلة .. وحينها أنا أطالب بالتصفيق له .. ولكن في الوقت ذاته يجب عدم نسف كل ما قدمه ..
أيامنا الحالية هي بداية النهايات لموسم طويل ابتدأ منذ منتصف أغسطس 2015 ولا يزال .. أمتاره الأخيرة ستكون حافلة بالكثير من المفاجآت والأحداث الدراماتيكية .. وسينتهي بتتويج وخسارة .. أفراح وأتراح .. كونوا جاهزين لكافة الاحتمالات .. فالرياضة جاءت للإمتاع والتحفيز والفرح.
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.