محمد الناصر - (ديربي فوق الشبهات وتحت المأمول)
قديماً قيل شنشنة نعرفها من أخزم.
ومع التطور الحديث وصل المتخزمون الجدد للقنوات والصحف ووسائل التواصل وباتوا يطلقون أصواتهم النشاز في كل مناسبة.
لن يكون آخرها تلك التي سبقت ورافقت ديربي العاصمة الهلال والشباب والتي شككت بتسليم مسبق للمباراة من قبل الشباب واستندت بذلك على عدم طلب الهلال حكام أجانب للقاء وللهدوء التام الذي خيم على معسكر الشباب.
وغاب عنها أو تناست أن الكبار يحترمون تاريخهم ويلعبون لشعارهم مهما كان الخصم وأيا كانت أهمية المباراة.
ولأن هكذا أصوات اعتادت الصراخ واستهوت التشكيك فإنها وجدت ذلك فرصة مناسبة للنيل من الكبيرين قبل نزالهما رغم الشواهد التاريخية التي واكبت تاريخ لقاءاتهما وأكدت غير مرة بما لا يدع مجالا للشك أن هكذا خرافة ليست موجودة بقاموسهما.
حضر الديربي وتوارى المشككون بعد أن قدم الفريقان مباراة كبيرة تنافسياً رغم أنها كانت أقل من المتوقع فنياً إلا أن العنوان الأبرز لها كان التنافس الشريف الذي استمر حتى ثواني اللقاء الأخيرة قبل أن يعلن الحكم نهايتها بالتعادل والذي عرقل مسيرة الهلال في منافسته على الدوري وصعّب من حظوظه وهذا الهدف لم يكن يوما طموحا للشباب الكيان بقدر ما كان يبحث عن مسح الصورة الفنية الهزيلة التي ظهر بها في الجولات الماضية والعمل على تحسين مركزه بالدوري.
لذلك تفوق الشباب بروح لاعبيه وفدائية حارسه وأخفق الهلال بقناعات مدربه واستهتار لاعبيه.
انتهى الديربي ومنح الشباب الجمهور السعودي ككل فرصة للاستمتاع بكلاسيكو قادم بين المتنافسين الأهلي والهلال سيكون له كلمة الفصل في بطل هذا الموسم.
ومنح الهلاليين ومدربهم درسا مفاده أن من يطلب الدوري لابد أن يكون بكامل حضوره الفني والذهني طوال دقائق المباراة وهو ما يفعله الأهلي مؤخرا بعد انضمام كيال للجهاز الإداري للفريق حيث ظهر أكثر ثقة وإصرارا وبعدا عن أي ضغوط من شأنها أن تعصف بالفريق وآماله خصوصا أن ما تبقى من جولات قليلة لا يحتمل أي تفريط بالنقاط أو تهاون بالأداء.
وبعيدا عن أخزم وشنشنتة موعودون بجولات قادمة أكثر إثارة وبكلاسيكو مرتقب سنقول بعدها مبروك لمن يطير باللقب.