حمد الراشد ـ الأهلي وهجر وبرشلونة
ليس صحيحاً أن الأهلي حسم لقب الدوري العزيز والغالي على قلوب الأهلاويين جيلاً بعد جيل بعد تعثر الهلال أمام الشباب والانهيار النفسي والمعنوي الذي أصاب نجومه قبل جمهوره. الصحيح أنه اقترب كثيراً من بلوغ الهدف المنشود.. وربما أكثر من أي وقت مضى.. لكن تبقى جولة الحسم النهائية التي تجمعهما كلمة الفصل.. الفوز أو التعادل يعني أن اللقب بات أهلاوياً بنسبة كبيرة.. الخسارة.. تبقي الأمور في حكم المجهول.. ولنا في برشلونة العبرة والمثل.. فقد كان يفصل بينه وبين ريال مدريد 12 نقطة وأتلتيكو مدريد 11 نقطة.. فجأة.. في ظرف ١٠ أيام انقلبت الموازين وتغير كل شيء.. برشلونة يتعثر ويسقط في ٣ مواجهات.. ليصبح الفارق ثلاث نقاط.. ويصبح حسم برشلونة البطولة على كف عفريت بعد أن كان اللقب شبه محسوم وبنسبة ٩٩ %.. لا شيء مضمون في كرة القدم وعالمها الغريب وسحرها العجيب.. هذه الحقيقة يدركها جروس وطارق ونجوم الأهلي وقبلهم الرمز الأمير خالد والرئيس الخلوق مساعد.. والفريق يستعد لمواجهة هجر هذا المساء لا تغيب عن أذهانهم هذه الحقيقة؛ فالفريق الهجراوي وإن استسلم لمصيره المحتوم فلا يعني ذلك رفع الراية البيضاء وتقديم نقاط المباراة على طبق من ذهب للأهلي.. وإنما سيقاتل للنهاية.. فليس لديه ما يخسره.. على طريقة الغريق ما يهمه البلل.. وهذا سبب كافٍ ليخوض الأهلي موقعة هجر بكل قوة حتى يحافظ على حظوظه في انتزاع اللقب والفارق النقطي مع منافسه الوحيد الزعيم.. وحتى لا تقع المفاجأة ويعود الفريق للمربع الأول.. لا يوجد في دوري جميل خاصة الجولات الأخيرة مباراة نتيجتها محسومة سلفاً وإن جمعت المتصدر بصاحب المركز الأخير
(منتخبنا وحلم الوصول)
لا يختلف اثنان على صعوبة مجموعتنا في تصفيات مونديال موسكو حتى منتخب تايلاند.. تغير جلده كلياً وبات من نمور آسيا.. والعراق مع راضي شنيشل غير.. يعرف أسرار المنتخب ويعرف كيف يختار كوكبة النجوم.. اليابان في فلك آخر.. الكنغر مخيف رغم محاولة البعض التقليل من شأنه على خلفية خسارته من الأردن.. بداية نعترف بصعوبة مهمة الأخضر.. لكن دون يأس أو إحباط .. خطف بطاقة التأهل ممكن إذا رسمنا خطة التأهل العلمي السليم.. من اختيارات دقيقة للنخبة الوطنية.. ومعسكرات إعداد ناجحة ليس شرطاً مدتها الزمنية طويلة أو قصيرة المهم أن تحقق الهدف المنشود منها.. وجدولة لقاءات ودية مع أقوى المنتخبات تمثل مدارس مختلفة.. إفريقيا.. أمريكا الجنوبية.. أوروبا وخطة محكمة تدير نظام التصفيات وحسابات التأهل بكل ذكاء.. بحيث يخوض منتخبنا كل موقعة في مجموعته كأنها الأخيرة والفاصلة والحاسمة والمصيرية التي تمنحه بطاقة التأهل.. نلغي من عقول لاعبينا ومدربنا فكرة المشوار لا يزال طويلاً.. التعويض قادم.. لم نخسر شيئاً.. الفرصة ما زالت قائمة كل هذه (الكليشيهات) حتى لا تفتح لنا بوابة الخروج من التصفيات إذا تعاملنا معها ونحن نخوض كل جولة.. إذا واجهنا تايلاند في جدة أو الرياض في أولى خطوات المشوار.. نخوضها وكأن نتيجتها هي أملنا الأخير لخطف بطاقة التأهل.. هكذا يجب أن نفكر ونعمل ونتعامل مع كل فرق مجموعتنا.. لبلوغ أمل التأهل لمونديال موسكو ٢٠١٨.. المهمة صعبة وشاقة وعسيرة ولكنها ليست مستحيلة.. المهم أن نفتح ملف التصفيات وخطة التأهل وخطوطها العريضة وتكون هذه المهمة هي هدف اتحاد الكرة الرئيسي والإستراتيجي الأول والأخير.. حتى لا تتكرر أخطاء الماضي.. ومآسيه.. لا نريد الوقت يسرقنا وننام على وسادة الانشغال بأمور أخرى ثم نفاجأ بالتصفيات على الأبواب.