2016-04-18 | 02:52 مقالات

بدر السعيد - روسيا ليست كروما

مشاركة الخبر      

جاء الرومان بمثلهم الشهير "كل الطرق تؤدي إلى روما" بعد أن سعوا إلى فتح الطرق التي تؤدي إلى عاصمة إمبراطوريتهم العظيمة في كل مرة ينجحون في إخضاع أي مدينة أوروبية إلى سلطتهم.. وهم بذلك كانوا يسعون إلى التأكيد على سهولة الوصول إلى عاصمتهم والتعرف على حضارتهم..
هذه كانت روما.. لكن حكايتنا لهذا اليوم ليست "روما" بل "روسيا"! نعم روسيا التي تسعى جميع المنتخبات الكروية في العالم أن تتواجد فيها.. لكن روسيا اكتفت بالاستضافة ولم تعبّد الطرق أو تفتحها لتسهل للآخرين الوصول إليها.. بل انشغلت بتجهيز منصة العرض للوافدين الأقوياء القادمين من قاراتهم وقد دفعوا مهر التواجد فيها وفتحوا بأنفسهم كل الطرق الممكنة التي ستؤدي إلى روسيا..
ونحن كإحدى تلك الدول نطمح إلى أن يكون لنا نصيبنا في هذا المحفل الدولي الكروي الكبير.. وهو من أبسط حقوقنا قياساً بما يوليه قادة هذا الوطن يحفظهم الله من دعم واهتمام تجاه الرياضة.. ولكن قبل أن نطمح علينا أن نكون أكثر صراحة وواقعية مع أنفسنا في قراءة مشهدنا الكروي المحلي بشيء من الوضوح الذي يحتم علينا أن نقف لنعترف بصعوبة الأمر! والصعوبة تكمن في ضعف وهشاشة الجهة المسؤولة عن هذه المهمة..
فكيف لك أن تصنع منتخباً قوياً إذا كان اتحادك الكروي الوطني ضعيفاً؟! بالطبع لا يمكن.. وإن حصل ذلك فاعلم حينها أن معايير العمل ومفاهيم صناعة الرياضة الحديثة قد تغيرت.. إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون قوياً من الخارج طالما أنك ضعيف من الداخل..
وليس ثمة شكوك في وصفه بالضعيف وهو العاجز عن حل أبسط الإشكالات والتعامل مع أوضح الأمور في عالم كرة القدم.. ومنها ملف نقل مباراة المنتخب الوطني وفلسطين .. مروراً بالعجز عن حسم موضوع أحقية أحد الفرق باختيار دكة البدلاء.. ناهيك عن التأخر في حسم الجدل الحاصل في مباراة دورية حصل فيها خلل بعدم طرد لاعب ليبقى في أرض الملعب سبع دقائق.. وليس آخرها تكرار عدم الانضباط في معسكرات ومشاركات المنتخب التي باتت حالات "التسيب" إحدى سماتها!! وغيرها الكثير والمثير للعجب من الدلائل والمؤشرات التي أصبحت أكبر وأشهر من أن نوجزها في عمود محدود المفردات..
يا من أوكلت إليكم أمانة ومسؤولية العمل في اتحاد كرة القدم الوطني.. نحن لا نطالبكم بالمعجزات.. فكل ما في الأمر أننا تواجدنا هناك لأربع مرات متتالية.. ونطلب منكم تكرار وليس صناعة المستحيل..
فهل ستصنعون لنا طريقاً يؤدي إلى "روسيا" أم ستكررون السير على نفس تلك الطرق التي انتهت جميعها بالخروج عن المشهد؟!
وتذكروا.. من يريد صنع أمجاده خارجياً.. لابد أن يكون قادراً على صنع شخصيته وهيبته داخلياً..

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..