بدر السعيد ـ الغنائم مع العزائم يا خالد
على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. الشطر الأول في مدح المتنبي لسيف الدولة.. المديح المشبع بالثقة والقدرة.. مات المتنبي وكذلك سيف الدولة وبقي هذا البيت حاضراً.. نستحضره مع كل ذوي عزم يقدمون ويبذلون.. فيحضر كثيراً في مناسبات الفخر والإنجاز.. وعلى المنوال ذاته سأستحضر ذات البيت كغيري.. لكن الرياضة هذه المرة ستكون هي مناسبة استخدامه.
أما أهل العزم الذين أريد الكتابة عنهم اليوم فهم أولئك الشباب الذين قدموا أنفسهم تحت اسم قائمة "الاتفاق الجديد" يتقدمهم عرّاب الاتفاق الحديث خالد بن عبدالله الدبل.. وقد كان لهم من اسمهم أكبر الحظ والنصيب.. فجمعوا بين الوفاق والتجدد.. كيف لا وهم النخبة المتسلحة بالعلم والخبرة.. المتوقدة بالطموح.. المتشبعة بحب فارسها "الاتفاق".
بدأت الانتخابات.. استعد لها خالد ومجموعته أيما استعداد.. ابتعدوا كثيراً عن التقليدية والنمطية.. واتجهوا نحو الفكر والأسلوب الحديث.. بمنهجية واضحة يغلفها عشق للكيان وانتماء لكل مفرداته وإيمان بالإرث التاريخي للنادي ومكانته في قلوب المجتمع الرياضي بشكل عام..
انتهت الانتخابات.. وفازت المجموعة الشابة.. وكان من السهل على المتابع الدقيق لما بين سطور الانتخابات الاتفاقية كان عليه أن يلحظ بعد الرؤية واتساع الأفق للمجموعة الشابة.. والذي تمثل في أمور عدة بدأت من احترام المنافس.. مروراً بتغليب المصلحة العامة.. وانتهاء بالشفافية في كافة جوانب العمل.. متمسكين باحترامهم الكامل لكل من اختلف معهم.
بدأ العمل الفعلي.. وأصبح من الضروري تحويل الأقوال إلى أفعال.. فكان "خالد" ومن معه على قدر تلك المسؤولية. صححوا الكثير من الأمور الفنية في فريقهم الأول.. اتجهوا لدعم الفئات السنية ومعرفة احتياجاتها.. حولوا أحلام التسويق والرعاية إلى حقيقة.. وبستة رعاة.. في الوقت الذي عجز الكثير من فرق دوري جميل عن إيجاد راعٍ واحد فقط.
وفي ختام المشوار.. احتشد العشاق في ملعب محمد بن فهد.. واكتسى المدرج بقلوبهم الخضراء ولافتاتهم الحمراء.. فقد أسموه "فارساً" وكان حقاً عليهم حضور زفة فارسهم إلى ميدانه الذي تربى وترعرع فيه ورسم أمجاده من خلاله.. حينها.. كان لابد للإنصاف أن يحظر.. فكان لـ"خالد" ما أراد.. وأسدل الستار على لوحة فرحة شرقاوية رسمتها أكف شباب أوفياء لناديهم ومنطقتهم.
عريس سدير
وفي هذا المقام لا يحق لي أو لغيري أن نتجاوز الإشارة إلى الإنجاز الذي حققه أبناء "تمير".. يمثلهم في ذلك فريق "المجزل" الذي تجاوز مفهوم المشاركة.. وقدم نفسه كمنافس عنيد في دوري الدرجة الأولى.. ولم يهدأ له بال حتى حطت رحال قافلته في منصة التتويج متصدراً وبجدارة قائمة الترتيب في موسم يعد من المواسم الأصعب والأشرس حتى ثوانيه الأخيرة.. فألف مبروك لسدير هذا العريس الجديد الذي سيمثل مع شقيقه الفيصلي ثنائي جميل في دوري جميل..
ليلة القبض على الدوري
لا أدري هل هو حسن حظي أم العكس؟ فقد كتبت مفردات هذه المقالة قبل ساعات من انطلاق المباراة الحاسمة لدوري جميل هذا الموسم.. لا أدري من حسمها لصالحه.. لكني متأكد أن كلا الفريقين قدما موسماً جميلاً جمعا فيه القوة بالإثارة.. فمبروك لمن حسمها لصالحه.. ومبروك له دوري جميل مقدماً ما لم تحدث مفاجأة جديدة تنضم لسلسلة النتائج المثيرة التي تميز بها هذا الموسم.. فربما يكون لدى الأطراف الأخرى ما تقوله.. أقول "ربما"..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.