2016-05-01 | 03:06 مقالات

محمد نجيب ـ موسم الهجرة والحصاد

مشاركة الخبر      


الأهلي.. الراقي .. أو الملكي، سمه ما شئت، المهم أن تؤمن بأن الأهلي هو البطل، أتت هذه البطولة متأخره عقوداً من الزمن تغيرت معطيات وتوالت أجيال والأهلي بعيدا عن بطولة الدوري وتصبح الإحباطات أشد وطأة حين تملك أفضل العناصر وأفضل إدارة وتقدم كرة قدم لا تعرف الخسارة ولا تكسب بطولة دوري، هل هناك تقصير؟ هل هناك تقاعس؟ أم أن المسألة برمتها مجرد حظ عنيد يتخلى عنك في اللحظات التي تحتاجه للوقوف بجانبك؟
حسم الأهلي بطولة الدوري هذا الموسم بفوزه على منافسه الهلال بالثلاثة، وحكمت الظروف بأن يلتقي الفريقان في نصف نهائي كأس الملك وأيضاً يفوز الأهلي بالثلاثة، ليؤكد أنه الفريق الأفضل وأنه مصمم على الهجرة من مواسم الإحباطات إلى مواسم الانتصارات والتتويج بالبطولات.
ما الذي جعل الملكي مختلفاً عن بقية الأندية؟
سيتكرر الحديث عن إدارة تخطط لسنوات للصعود للمنصات وسيتكرر الحديث عن جيل واعد يمر بالأهلي ولكن النقطة الأهم أنه لا توجد مشاكل مالية وديون وقد نجح فريق التسويق بالحصول على عقدٍ مجزٍ للرعاية كالكثير من الأندية إلا أن عقود الرعاية لا تكفي لتغطية المصاريف وتكلفة عقود النجوم والأطقم الفنية والإدارية والطبية وهذا ما عانت منه جميع الأندية حتى تلك الأندية التي كانت تصرح بأنها بصدد توقيع أكبر عقد رعاية في الدوري السعودي والعربي بل والعالمي وانتهت بالشكر لله أن ديون النادي لا تتجاوز بضعة مئات من الملايين والبعض من لمح بالاستقالة بعد التشاور مع أعضاء الشرف والاعتراف بسياق الحديث عن فشله في رئاسة النادي، بينما من يقرأ ما بين السطور في حديثه يعلن أن أعضاء الشرف تخلوا عن مسؤولياتهم في دعمه بعد أن شجعوه على التجديد لنجوم الفريق بملايين الريالات وتركوه لغضب الجماهير التي لا ترحم.
الأهلي لم يعاني مشاكل مالية لوجود الرمز على قمة هرم الأهلي الأمير خالد بن عبدالله بن العزيز، والذي لم يكتفِ ببذل الجهد والوقت في سبيل الأهلي بل كان دعمه المادي المستمر السبب الرئيسي في تجنب الأهلي الوقوع بالمشاكل المادية والديون.
خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القليل الظهور في الإعلام فلا تجد له تصريحا أن العالمية هدفه، ولا تجد له تصريحات عنترية بتوقيع أكبر عقد رعاية، ولا تجد له مداخلة تلفزيونية للرد على آخرين، فما زال الرمز الأهلاوي الكبير بعيدا عن إعلام الوسط الرياضي الذي تلوث بالسجالات والنقاشات العقيمة والاتهامات والردح والشتائم من متعصبي هذا الإعلام.
خالد بن عبدالله هو الأهلي بقيمه ومبادئه ورقيه ونقائه ومستواه، فماذا يطلب المجانين أكثر من ذلك؟
ـ في دوري أبطال أوروبا عانى البايرن وجوارديولا من أتليتيكو مدريد في مباراتهم الأولى في نصف النهائي ومع ذلك لم يخسر إلا بهدف وبانتظار مباراة العودة في ميونيخ، هي مباراة كالحد الفاصل بين الحلم الجميل والكابوس في منام جوارديولا، فهذا الرجل وبعد النجاحات المدوية مع برشلونة انتدبه الألمان لفخر فرقهم البايرن لتحقيق دوري الأبطال التي كانوا أبطالها في الموسم الذي سبق قدوم جوارديولا وفي المباراة المقبلة سيكون جوارديولا قد أتم عامه الثالث دون النجاح بتحقيق لقب تلك البطولة ومباراته المقبلة ستحدد نجاح جوارديولا من فشله بعيدا عن الكبير برشلونة ومن الصعب عليه أن يصبح الفشل أمرا واقعاً بعد نجاحاته الكبيرة التي توجته كأفضل مدرب في العالم.. فماذا هو فاعل أمام الأتلتيكو؟
ـ أما الريال الملكي فقد أنهى مباراته في ملعب الاتحاد بالتعادل السلبي مع السيتي من دون كريستيانو رونالدو وبنزيمة وسيتواجه الفريقان في سنتياجو بيرنابو لتحديد الفريق الصاعد للنهائي هناك في ميلانو، زيدان تحدث بأن فريقه أضاع الفوز هناك في الاتحاد، وبيليجريني تحدث بأن نتيجة التعادل السلبي على ملعبه تبقي حظوظه بالتأهل من معقل مدريد حتى بأي نتيجة تعادل بأهداف.
المؤكد أننا على موعد مع مباراة مفتوحة الجميع يطمح بتعدي تلك المرحلة لنيل شرف اللعب في ميلانو والفوز بأغلى البطولات .. ولنا لقاء.