محمد الناصر ـ (ارحل يا ريس)
الأضواء مغرية، وهتاف الجماهير مُشوِّق والهالة الإعلامية التي تحيطك تشعرك بالزهو.
حديث الصحافة أنت ومحور نقاش البرامج عنك ولا يمر برنامجٌ مُتْابع دون أن يذكر اسمك به.
وتجد مع هذا كله من يعدك بالدعم وحل كل عقبة مادية تعترضك.
تأكل الطُعم وتتقدم للرئاسة، جولاتٌ قليلة ثم ينفّض السُمّار وتتبخر الوعود فتكتشف أنك وحيد أمام عاصفةً جماهيرية ألطف ما تقول لك عند أول هزيمة كلمة (ارحل يا ريس).
تأتي المناسبة الأسوأ لإعلانٍ كهذا.
تُهزم فتهرع لك وسائل الإعلام لتتلقف تصريحك المفاجأة تُعلِن الانسحاب وتبرر ذاك بمصلحة الكيان وفي ثنايا الحديث ترسل رسائلك الخاصة لمن يهمه أمر الكيان ويعنيك فهمه.
نواف بن سعد يعلن استقالته نهاية الموسم.
ولا تزال الأزمات المالية تخنق أنديتنا تباعاً ولم يسلم منها سوى الأهلي بوجود رمزهم الداعم صعب الاستنساخ.
انتخابات الاتحاد (الأكثر حضوراً جماهيرياً الموسم الماضي) ألغيت والسبب الديون.
النصر (بطل آخر نسختين دوري) يتأرجح بين المركزين الثامن والتاسع رغم كل عتاده وأسماء نجومه والسبب مالي.
الشباب (الرقم الأصعب والمشارك الدائم في آسيا) لم يحقق حتى مركز يضمن له التواجد آسيوياً.
الهلال الذي لا يخسر غالباً (مباراتين) متتاليتين يخسر في أسبوع (بطولتين) والسبب وعود بالدعم تلاشت وقت الحاجة لها.
الاتحاد النصر الهلال ثم الشباب قدموا طلباً لقروض بنكية.
الرؤساء متهمون والفرق مديونة والأزمات تتوالى والجمهور يزيد الضغط .
عاشت أنديتنا على الهبات وقتاً ليس باليسير فزادت العقود وارتفعت تكاليف التشغيل وظهر (الهياط) الرياضي في الصفقات وعندما حلّت كل تلك المطالبات ترجل من تسبب بها ليتورط من خلفهم.
الأزمة تتجه للتفاقم وأعضاء الشرف المحجمين عن الدعم يتزايدون والأندية ذاتها تعاني مالياً وتُنتقد إعلامياً ويزيد عليها الضغط جماهيرياً.
تصريح نواف بن سعد الأخير كان فيه تصريحاً آخر بين السطور لمن يهمه الأمر.
وهو تجسيدٌ لما عانى منه ويعاني العديد من الرؤساء الذين يترشحون في ظل وعود شرفية بدعم مالي وشيكات مفتوحة وبعد أن تشتد المنافسات وتكثر المطالبات يتوارى الشرفيون وتختفي شيكاتهم ويبقى الرئيس وحيداً إلا من غضب جماهيري والتزامات متزايدة.
كان هناك توقع لإحجام عن الترشح لرئاسات الأندية في المستقبل القريب ويبدو أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيدا في ظل تكهنات بترجلات متتالية لبعض مجالس الإدارات الحالية حتى قبيل انتهاء فتراتها الرئاسية.
رغم معيبة (أن يتقي الرجال من بعد ما بان)
لكن الأمر المتعلق بحقوق عاملين ورواتب عاملين وتكاليف صفقات أكبر من أن يقاوم.
الأمر لم يعد لغزاً ولا مشكلة غير واضحة المعالم يصعب التكهن بها، المشكلة تحديداً مالية.
فإما ادعموهم أو سدوا المكان الذي سدوا.