منصور البدر ـ هنيئاً للدوري بالأهلي
انتهى الأمر وفاز الأهلي بالدوري بعد غياب طويل لم يبتعد فيه عن البطولات ومنصات التتويج الملكية، حصل منها على نصيب وافر واستعصى عليه الدوري إما بأخطاء فنية وإدارية أو بحظ عاثر وأحيانا بفعل فاعل وهي حقيقة يدركها كل عاقل.
فاز الأهلي بالدوري وفق (سيناريو) هو الأفضل والأجمل لمن يريد أن يفتخر بالإنجاز ويشعر بالسعادة وراحة البال بأن هذا المنجز جاء بلا شبهات وخال من الشوائب ولم يكن على حساب العدالة بل كانت العدالة في أزهى نزاهتها.
عاد الدوري لأحضان الأهلي بعد غياب وشوق طويل، لا يشبهه سوى شوق الأرض للمطر، انهمرت انتصارات الأهلي في موسم ربيعي أخضر فاكتسى الدوري بلون الحياة واحتفى بالأهلي قبل أن يحتفي به.
لم يكن المكان غريباً على الأهلي ولا الأهلي غريباً على المكان، الغريب فعلا هو من يزعم أنهما غريبان، واليوم يرى من الأهلي ويسمع عنه ما يخالف توقعاته وتمنياته .
ولأن الحياة دروس وفي الدروس عِبَر والكيس من اعتبر، ها هو الأهلي في عز قوته وشاهق بنيانه يحصد البطولات ويسعد جماهيره، فأين من سعى في يوم من الأيام لتدميره وما صنع بناديه وجماهيره؟
ها هو الأهلي يعود بكل شموخ ويهزم الزعيم مرتين ذهابا وإيابا، مرة ينتزع منه الصدارة بين جماهيره والثانية يحتفل من خلاله بحسم الدوري وسط مجانينه، وتأكيدا للسطوة فاز عليه في الثالثة وأزاحه عن طريقه نحو الكأس، وكأنه يرد بحزم على من حاول التقليل من شأنه يوما قائلا .. من دق الباب يلقى الجواب.
انتهى الأمر وحسم الأهلي الدوري قبل النهاية بجولتين فاختفى نقاد الغفلة وإعلاميو التهريج الذي تهكموا كثيرا من حضور الأهلي في الدوري، وما زالت ثرثرتهم في مواقع التواصل دليلاً على فكر لا ينتمي للعقل والمنطق بل للجهل والتعصب .
حضور الأهلي هذا الموسم هو الأجمل لأي بطل، قدم الأداء الأفضل وانتزع الصدارة من أقوى المنافسين في مواجهة وحسم الأمر أمامه في أخرى، واصل سطوته على الجار ذهابا وإيابا، وتصدر الأرقام في الانتصارات وفارق الأهداف وحظي بالإعجاب والاحترام والتقدير.
كان بالإمكان أن يخرج الأهلاويون بعد حسمهم الأمر بهذا السيناريو التاريخي الخالي من الشبهات والمؤامرات للرد على المدمر والمستغرب والناقد الحاقد .
لكن الأهلي الجميل بكل ما فيه لا يحقد ولا ينتقم ولا يعرف تصفية الحسابات، ولذلك شاهدنا رئيس الأهلي ليلة الحسم يتوشح بشعار منافسه ويواسي جماهيره في مشهد لم يكن مألوفاً خلال ثلاثة عقود مضت.
انتهى الأمر وحصل الأهلي على الدوري، فهنيئاً للدوري بالأهلي، وهنيئاً للأهلي بجماهيره الوفية التي صبرت كثيرا ثم نالت ما تستحق، وهنيئاً للمجانين بالأهلي والدوري.