2016-05-09 | 02:42 مقالات

بدر السعيّد ـ رياضتنا الوطنية و2030 (2)

مشاركة الخبر      


قبل البدء في استكمال ما بدأته في المقال السابق فإنه من الواجب عليّ الإيضاح للقارئ الكريم بشأن الخطأ غير المقصود في تاريخ إطلاق الرؤية وهو الخامس والعشرين من شهر أبريل ..
ونأتي اليوم وعبر "المسار التاسع" لنستكمل ما بدأناه .. فالحديث عن الرؤية يطول .. وشجونها أطول .. فما شملته من إلهام ودفعة معنوية يجعل المتفائلين أمثالي في حيرة إيجابية من أمرهم .. والحيرة الإيجابية تكمن في تعدد الأوجه التي يمكن من خلالها أن ننهض برياضتنا الوطنية إلى حيث تستحق أن تكون ..
وأعترف .. أنني كنت على نحو من الجاهزية لنشر هذه المقالة المكملة للمقالة السابقة إلا أنني تعمدت تغيير المحتوى بعد أن ظهر على السطح ذلك التغيير الحكومي الشامل يوم السبت 7 مايو 2016 والذي حمل في طياته بشرى جديدة للرياضة والرياضيين .. تمثلت في تحويل الجهاز الحكومي التقليدي إلى جهاز جديد أكثر ديناميكية وتسارعاً بعد تحويل "الرئاسة العامة لرعاية الشباب" إلى "الهيئة العامة للرياضة" ..
قد يرى البعض أن التغيير مجرد تغيير في المسمى أو الشكل الظاهر فحسب .. لكن الأمر ليس كذلك إطلاقاً، فالتغيير المرتقب لهذه المؤسسة الحكومية يجعل من الأهمية بمكان منحها الكثير من المرونة والاستقلالية في قرارات الاستقطاب والمتابعة والتنفيذ والتطبيق الميداني بمختلف صوره ..
ولعل من أبرز الإيجابيات الحالية هي سرعة التغيير التي طرأت على هذا الجهاز الحكومي ومن أعلى سلطة في البلاد وهو ما يعد امتدادا لما أشرت له في المقال السابق من الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع الهام من لدن خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ..
أما التحديات فهي أكثر من أن نختزلها ويأتي في مقدمتها إيجاد البيئة المناسبة والجاذبة .. وتحويل ميادين الرياضة وقاعاتها ومكاتبها وجميع وحدات العمل بها إلى المستوى الاحترافي ابتداء من رسم السياسات وانتهاء بتطوير كل الأهداف بعد تحقيقها .. وهو الأمر الذي لن يحصل إلا بإلغاء كافة الممارسات السلبية والتطبيقات الرجعية التي تعطل مسيرة العمل .. وقبل ذلك كله لابد على أصحاب القرار ممن تهمهم مصلحة رياضة الوطن أن يضعوا في اعتبارهم تنظيف هذا الوسط من جميع صانعي الرجعية والنزاع غير الأخلاقي بكافة صوره وأشكاله .. فإن لم يستطيعوا اجتثاثهم فلا أقل من أن يحدو من انتشارهم في أروقة العمل الرياضي داخل وخارج ميادين المنافسة الشريفة .. فقد عانت ولا تزال رياضتنا الوطنية من ويلات الخارجين عن القانون .. والساعين للفساد الرياضي بمختلف صوره وأشكاله .. حتى أنهم وصلوا لدرجة متقدمة من المجاهرة بأفعالهم وأقوالهم غير مبالين بأي تبعات قد تقف لهم بالمرصاد ..
الأمل يحدونا .. والطموح يدفعنا .. والرغبة تسابقنا .. لصناعة وسط رياضي خالٍ من أولئك المفسدين وكل من شابههم في الخروج عن الأنظمة وتجاوز القوانين .. فلنصنع البيئة الرياضية التي تتوافق مع عصر الحزم والعزم .. البيئة الرياضية الجاذبة لكل المبدعين .. والطاردة لكل من تسببوا في تأخرنا كثيرا.
ولتكن أولى منجزاتنا الوطنية في هذا العصر الجديد هي إبعاد من أثقلوا كاهل الرياضة بالمشاكل والمؤامرات والتفاهات والتجاوزات .. وليكن خروجهم بلا رجعة .. فإذا تحقق ذلك .. فهي والله أولى الميداليات الذهبية التي سنجنيها ونفرح بها كافة الأجيال الحالية والقادمة.
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.