منصور البدر ـ ليلة التتويج
حقق الأهلي بطولة الدوري بالسيناريو الأجمل والأصعب في آن واحد، انتزع الصدارة ثم حسم اللقب بالفوز ذهابا وإيابا على منافسه الهلال وما أدراك ما الهلال، وكسب الديربي بثلاثية ورباعية.
قدم أجمل العروض وحقق أفضل الانتصارات ونال كل الألقاب، اللعب النظيف والهداف وأقوى دفاع وأفضل هجوم والأكثر انتصارا وجماهيراً.
حسم الأمر قبل الختام بجولتين فمنح الشركة الراعية والقناة الناقلة والاتحاد والرابطة ومعهم إدارة النادي متسعاً من الوقت للاحتفاء بالبطل بالشكل الذي يليق بما قدم، وبما يتناسب وحجم الإنجاز.
لكنهم فشلوا فرادى ومجتمعين في تنظيم الاحتفال وتتويج الأبطال واختتام الدوري الأقوى عربياً ختاماً لائقاً بالبطل والبطولة.
ليلة التتويج كانت ليلة عمر بالنسبة لجميع الأهلاويين كبيرهم وصغيرهم فترقبوها بشغف، وانتظرها المحايدون والمنافسون ليقينهم أنها ستكون بجمالها تاريخية.
في الموعد كان الجميع في الانتظار، حضر الجمهور وفاز الفريق واكتمل عقد الإنجاز بجميع الألقاب، وحان وقت التتويج المنتظر فجاء مخيباً للآمال، غير منصف للأبطال.
التنظيم من قبل الشركة الراعية لم يكن في مستوى الحدث، والنقل التلفزيوني تجاهل التتويج واتجه لمواقف السيارات، واتحاد الكرة والرابطة تفرغا للمشاهدة، وازدحم الملعب بالأهلاويين أكثر من اللاعبين.
الشركة الراعية تتهم القناة الناقلة بالابتزاز والقناة تعتذر للأهلاويين، والأهلاويون يحتجون والخلاصة فوضى شارك فيها الجميع.
القناة شوهت ليلة الأهلاويين بأسلوب رخيص لا يمت للاحترافية بصلة حتى وإن اعتذرت وأعادت عرض الحفل، حتى وإن استقال مديرها أو أقيل، ومهما قدمت فلن يغفر لها ما حدث.
إدارة الأهلي لم توفق في رفع أسعار تذاكر الدرجة الفضية لتعادل الذهبية وهو استغلال للمناسبة وليس استثماراً لها، وكذلك لم توفق في التنظيم داخل الملعب.
العشرات بل مئات الأهلاويين دخلوا الملعب واختلطوا باللاعبين وزاحموهم على منصة التتويج، فغابت مشاهد احتفال الأبطال كما هو معتاد، اللاعبون غادروا لغرف تبديل الملابس، وجروس كان يجوب الملعب ويحتفل بمفرده وتحول المشهد إلى صورة أخرى غير تتويج البطل ببطولته.
كان بالإمكان أفضل مما كان ليلة التتويج، وكان من الممكن ـ بل من الواجب ـ أن تكون ليلة أسطورية بجمالها، لكنها لم تكن كذلك، جشع القناة وسوء التنظيم من الشركة الراعية ومن الأهلاويين أنفسهم حال دون ذلك.