عبدالله الحمد - الأهلي كذا.. فلوس وفكر
المال والفكر، هما العمودان الأساسيان في نجاح موسم لأي فريق، أما المال فهو العصب الأساس للبناء، والفكر هو معرفة إدارة ذاك المال وإدارة الشأن العام وتوجيه السفينة إلى بر الأمان، قد يصدف في بعض الأحيان نجاح الفرق ماليا بعشوائية إدارية، لكن الأكيد والذي لاشك فيه أن هذا النجاح لن يطول كثيرا، والأصعب من هذا كله، مرحلة ما بعد العشوائية التي تسبب كوارث مالية كبيرة لاحقا لسوء الأساس المبني عليه.
الأهلي أثبت للجميع قوة القاعدة الأساسية التي بني عليها الفريق، منذ استلام فهد بن خالد زمام الأمور، عمل فهد بن خالد كان النقطة الفارقة في نجاح الأهلي، فهو من وضع اتزانا واضحا في الإدارة عامة، وخاصة في الإدارة المالية، فقد لا يصدق أحد بأن الأهلي يعتبر صرفه للرواتب قليلا جدا مقارنة بالهلال والنصر، حيث أن مصروفات الأهلي سنويا من زاوية الرواتب بشكل عام لا تتجاوز 53 مليون ريال سعودي، وهو يعتبر نصف رواتب لاعبي الهلال والنصر تقريبا، أما من الناحية الإدارية، فيستحق وبجدارة طارق كيال لقب المنقذ، فقد كان الجندي المجهول في إنقاذ هذه السفينة من الغرق في الربع الأخير من الموسم، شغل طارق كيال فراغا كبيرا كان ينقص الأهلي، ولعل هذا الفراغ يخيم على أغلب أندية الدوري، فلا يوجد إداري برتبة قائد باستثناء طارق كيال.
كمشجع وهاو للرياضة، لن أنتظر أبدا دوري بقوة الدوريات السابقة قبل تطبيق الخصخصة، فالأندية تغرق في بحر الديون، ونفور واضح وصريح من أبرز الأسماء الداعمة الكبيرة، ولا يلامون بأية حال، فليس من المنطقي أن أضع جزءا مما أملكه من مال في النادي دون أن يعود إلي بربح مادي، وإن كنت لا أحتاج له، على العكس تماما إذا تمت خصخصة الأندية، ليست دعوة للتشاؤم، لكن منذ مواسم ورؤساء الأندية يشتكون من صعوبة تسديد الديون، ولم نر أي بوادر تحسن أو محاولات لحل هذه الأزمة، لا يوجد حل أبدا لحل هذه المشكلة باستثناء الخصخصة، ولا تستطيع هيئة الرياضة العامة علاج مشكلة جميع الأندية لوحدها بأي شكل من الأشكال، حتى القروض التي أعطيت لأندية الهلال والنصر والاتحاد فهي محسوبة على مصدر من أهم مصادر الدخل البث التلفزيوني.