بدر السعيد - الإصلاح الرياضي في مفترق طرق
بينما كنت أركض في مسارنا التاسع.. أراقب المشهد.. أتطلع للجديد.. أطمح في تغيير ترتقي معه رياضة بلدي.. إذ بي أفاجأ بتكرار صورة من صور التجاوز والسقوط الإداري الرياضي.
جاءت المفاجأة هذه المرة جديدة في شكلها وإن كانت تحمل نفس المضمون وهو الفساد الإداري الرياضي الوطني.. وبدأ المشهد هذه المرة بمجرد ظهور وتناقل الأخبار وتداولها بشأن تجاوزات اتحادنا المحلي لكرة القدم تجاه اشتراطات الاتحاد الآسيوي فيما يخص منح التراخيص النظامية للفرق لمشاركتها في دوري أبطال آسيا.. وقد تزامن مع هذا الأمر ظهور الأنباء عن قضايا فساد تتعلق بالتلاعب في نتائج دوري الدرجة الأولى السعودي.
لست هنا لأفند المستفيد من الأندية فالأندية ليست الأهم مقابل الصورة العامة لنزاهة واحترافية وقدرة المؤسسة الرياضية على قيادة دفة العمل بالشكل الذي يتناسب مع مرحلة التغيير والتطور التي تشهدها بلادنا بفضل الله.
إلا أن ما حصل يعود بنا إلى الكثير من الأحداث التي تم التعامل معها بالكثير من السطحية والقليل من المنطق والاحتراف.. ولن نستجدي الذاكرة كثيراً لتبوح بما تحمله من قصص وأحداث ساهمت طوال المواسم الأربعة الماضية في السقوط التدريجي للثقة التي كان يحملها الشارع الرياضي تجاه اتحاد الكرة السعودي.
وعودة على البدء.. فالأمر هنا لا يخص نادياً دون غيره.. وليس مجالاً للسؤال حول البحث عن المستفيد من تلك الأخطاء والمتضرر منها.. فقد مضت تلك المواسم بخيرها وشرها.. وبقي أن نقف أمام مستقبلنا الرياضي بشيء من الصدق والشجاعة.. فنحن أمام اختبار جديد حول قدرة المؤسسة الرياضية على التعامل مع مثل هذا التجاوز من عدمه.
إذا كنا نبحث عن أمجادنا الماضية.. وإذا كنا نسعى أن نرسم شكلاً مقبولاً لمستقبلنا الرياضي.. وإذا كنا نعتزم الإصلاح في المنظومة الرياضية الوطنية.. فإن علينا القضاء على كل مسببات التجاوز.. وعوامل الفشل.. وأيادي التلاعب.. إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون قوياً من الخارج طالما أنك ضعيف بل "مهترئ" من الداخل! وتأكدوا أنه لن تقوم للمنتخب قائمة ولن يعود لسابق عهده طالماً أن اتحادنا الوطني ينام في سبات الخوف من ذلك الاسم.. ويخشى سطوة الآخر.. ويتجاهل تجاوزات هذا وذاك!
وكوني متفائلاً بطبعي.. ولست سوداوياً.. فإنه يجدر بي أن أشير وبكل إيجابية وفرح إلى ما قامت به الهيئة العامة للرياضة مؤخراً في طريقها نحو تصحيح المسار المالي للأندية.. وتحسين بيئة العمل المالية فيها.. والوقوف على الأوضاع المالية في الأندية.. والمفرح أكثر أن هذا الأمر تم التعامل معه بكل شفافية ووضوح أمام الرأي العام وهو ما يتناسب مع مرحلة الإصلاحات الوطنية الواسعة التي نسعى أنا وأنت لصناعتها حتى يستفيد منها ابني وابنك.. فوطننا جدير بأن يكون في مصاف دول الريادة.
المؤشرات تبدو مفرحة.. والبوادر تظهر لنا جانباً من التفاؤل بمستقبل رياضي جدير بالاحترام.. فقط انتظروا دور الهيئة العامة للرياضة.. وسنصفق لها جميعاً إذا نجحت.. ولن نكتفي بنجاحها الوقتي بل سنطالب بالمزيد والمزيد لثقتنا فيما تملكه من قدرة وسلطة بعد توفيق الله سبحانه أولاً وأخيراً.
افعلوها من أجل الوطن.. ضعوا حداً لكل متجاوز ومتلاعب.. أوقفوا كل من شوه شعار النزاهة والمعاني الجميلة للرياضة.. وليكن زمن المحسوبيات والبلطجة الرياضية جزءاً من ماضٍ نذكره للعظة والعبرة ليس إلا.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.