2017-06-22 | 04:23 مقالات

الدراما .. القوة الناعمة

مشاركة الخبر      

جاءت حلقة "الموذي" من مسلسل "سيلفي3" مساء أمس الأول بأصدائها المدوية التي أوصلت الوسم الخاص بالحلقة إلى الصدارة عالميا، لتؤكد من جديد على دور الدراما التنويري الفاعل وبوصفها قوة ناعمة لا ينبغي ركنها أو تجاهلها كصناعة هامة في المشهد التنموي المحلي، الأمثلة والشواهد على أهمية الفنون كثيرة ومتنوعة، هوليوود بكل صخبها وإثارتها وإنتاجاتها المليارية تعد هدفا رئيسا لأقطاب السياسة الأمريكان وكثيرا ما استخدموها لتمرير رسائلهم السياسية وبرامجهم الانتخابية، وأغلب الإنتاجات التي تلت حرب أفغانستان وحرب العراق كانت تمرر من خلالها وجهة نظر الحكومة الأمريكية وما يخدم مصالحها العليا، كذلك الحال مع الدراما التركية التي غزت الشرق الأوسط والمشاهد العربي منذ 2004 ب"إكليل الورد" قبل أن تتناسل وتتوالى الأعمال مرورا ب" سنوات الضياع" و"نور" و" العشق الممنوع" و"حريم السلطان" وصولا إلى الدراما التاريخية "قيامة أرطغرل"وغيرها من الأعمال التي يتجاوز إنتاجها في العام المائة عمل بإيرادات تتجاوز600 مليون دولار_ بحسب شبكة أبحاث الجمهور الفرنسية_ وما تتركه هذه الأعمال من أثر اقتصادي وسياسي بشكل مباشر حينا وغير مباشر أحيانا، محليا استبشرنا خيرا بالإعلان عن إنشاء "المجمع الملكي للفنون "وكذلك أكاديمية للفنون منذ ما يقارب سنة ونصف إلا أن الأوساط الثقافية والإعلامية والفنية لازالت تمني النفس بمعرفة مقدار التقدم والإنجاز في هذا المشروع الذي يمثل أملا كبيرا لجميع العاملين والمهتمين بصناعة الفنون بكافة أشكالها، اليوم لم يعد الباب مواربا للعودة إلى الوراء، التقدم بخطى ثابتة وواثقة نحو تفعيل دور الفنون والاعتراف بها بوصفها "مهنة" أمر في غاية الأهمية ويجب أن يوضع على رأس الأولويات، مع ضرورة الإسراع بتدشين "المجمع" الذي نأمل أن يكون الحاضن لكل الفنون بأكاديمياتها ومعاهدها التي ستؤسس لمرحلة جديدة تكون فيها الأعمال الفنية قوة ناعمة وأداة للتأثير والتغيير.