مسؤول البطيخ بالنادي - محمد الفرج
البطيخ من الفواكه المرغوبة جدًّا، ويكاد لا يخلو منزل منه، خصوصًا في موسمه. ومنه البطيخ المحلي والبطيخ المستورد، وله أنواع عديدة تختلف عن بعضها بعضًا بأشكالها وأحجامها وأسعارها. والجميع تقريبًا لهم تجارب في شراء البطيخ، وإن كان القليل منهم من هو خبير أو محظوظ بالحصول على بطيخ جيد في كل مرة.
نصائح أهل الخبرة قبل شراء البطيخ مهمة، رغم أنها لا تتعدى أهمية التركيز على الحجم والشكل وضرب البطيخة، والاستماع للصوت الصادر عنها. وأحيانًا يعتمد المشتري على رأي البائع نفسه في "تنقية" بطيخ "يبيض الوجه" عند تقديمه لأفراد عائلته أو الضيوف.
وعند التجربة الأولى لأكل البطيخ، يتبين مستوى الجودة؛ فإن كان جيدًا، افتخر من اشتراه بنظرته الجيدة وقدراته في الاختيار. وإن لم يكن جيدًا، فالمشتري يلوم غش البائع أو يلوم المعروض في السوق، وأن ما اشتراه يُعتبر أفضل المعروض.
في أنديتنا المحلية، عملية استقطاب المحترفين تتشابه بشكل كبير مع عملية شراء البطيخ؛ فلا تظهر حقيقة مستوى أي محترف إلا عندما يكون على "صحن" الملعب، والمبارة الرسمية الأولى للمحترفين الأجانب عبارة عن شراء "على السكين"، والاستمتاع بمهارات اللاعب باقي الموسم، تعادل الاستمتاع بتذوق الباقي من الفاكهة حتى نهاية موسمها.
لذلك تحرص جماهير النادي على متابعة المشاركة الرسمية الأولى للاعب، للتأكد من مهارات وقدرات اللاعب والحصول على بعض المؤشرات الأولية عن احتمالية تميز اللاعب أو فشله.
لكن النتائج لدينا تقول، إنه وفي الغالب، من تم التعاقد معهم أو شراء بطاقاتهم في فازة التسجيل، يتم استبدالهم بفترة التسجيل التالية مباشرة، أو بالموسم الذي يليه في أفضل الأحوال. وتستمر دوامة استبدال المحترفين الأجانب بمحترفين أجانب جدد فترة بعد فترة وموسم بعد موسم؛ ليبتعد النادي عن المنافسة والبطولات، ويترك جماهيره لتتنافس فيما بينها بتحديد ما إذا كان الخلل في اللاعبين أو الخلل في مسؤول النادي الذي يختار اللاعبين؟
الحالة لا تختص فقط بالمحترفين الأجانب؛ فالوضع يسري حتى على المدربين واللاعبين المحليين؛ فمن المهم أن يكون المسؤول عن اختيار اللاعبين على درجة من الكفاءة لاختيار أفضل اللاعبين أو تجنيب النادي مزيدًا من الخسائر والالتزامات المالية.
علميًّا، عملية شراء البطيخ أو استقطاب محترف جديد متطابقة تمامًا مع مفهوم العملية المالية التي تنُص في تعريفها المُبسّط على تبادل شيء ذي قيمة مادية ما بين طرفين، واتخاذ قرار الشراء يُفترض أن يكون بناءً على الاحتياج الداخلي، لا على رأي أو نصيحة وتوصية خارجية.
عملية استقطاب اللاعبين المحترفين يجب أن تُعطى ما تستحقه من الحرص والتدقيق، وبنفس القدر من الأهمية للجوانب الفنية والجوانب المالية. فإن لم يوفق مسؤول النادي في الاختيار، فعلى الأقل لا تُبدد ميزانية النادي بتعاقدات لا فائدة منها، ولا تُشتت جهود النادي بمتابعة القضايا وتحمُل العقوبات.