2017-11-27 | 04:43 مقالات

يقول:"انحولنا" وأقول: "بلاش زَنّ"!

مشاركة الخبر      

 

 

 

 يقول لي: في تويتر الذي هو مجال مفتوح، معظم كتاباتك عن وفي كرة القدم، تكاد أكثر كلمة كتبتها في تويتر: "قوووووووول"!، وفي جريدة الرياضيّة، التي يدلّ اسمها على تخصصها، تكاد تكون أكثر كتاباتك عن القراءة والأدب، ويضيف بمرح: "حَوَلْتنا"!.

 

ـ و أردّ هنا، شاكرًا له بقيّة الكلمات اللطيفة، وشاكراً له أكثر، فكرة هذه المقالة، فلا شيء أطيب على كاتب يوميّ من إهدائه فكرة مقالة.

 

ـ تويتر أولًا، حساب شخصي، وثانيًا: هو مشافهة كتابيّة، أو أنني أفهمه وأتعامل معه على هذا النحو وبتلك الصيغة، كلماتنا فيه عابرة ولحظيّة، أو أنني أريد لكلماتي فيه أنْ تكون كذلك، فإذا ما كتبت فيه جملةً أظنها أدبيّة، فإنني لا أفعل ذلك غالبًا، إلّا وقد نشرتها من قبل في مقالة، فتويتر هدّار حقوق بمرتبة عالية في هذا الشأن.

 

ـ و بما أنني أتعامل مع تويتر على أنه "شخصي جدًّا" من ناحية، و"لحظي" من ناحية، فلا أخصّه بغير كلمات ذات مشاعر لحظيّة وخاصّة، وهي تتجلّى عادةً في مباريات كرة القدم، حيث يستعيد مثلي فيها جزءًا من طفولته، متخلّصًا قدْر الاستطاعة من ثقل كل وقار اجتماعي.

 

ـ في جريدة "الرياضيّة"، لا يكون الحساب شخصيّاً، ومهما اتسع صدر الإدارة، بل وبالذات متى ما اتّسع، فلا يجب استغلال هذا الكرم بتجيير الزاوية لميل عاطفي مؤقت وعابر، وأوضّح أكثر:

 

ـ على المستوى الشخصي، أنا مشجّع نصراوي، وتربطني برجالات نادي الباطن أواصر قُربى ومحبّة، وهناك حيث العالم الكروي المختلف، أحب زين الدين زيدان، وأشجع ريال مدريد، وأعترف: لا أضمن عدم انجرافي فيما يخص هذه الأندية، الأمر الذي يجعل من ظلم الأندية الأخرى قائمًا، ومتأهبًا للوثوب في كل لحظة.

 

ـ الأمر الآخر، أن "الرياضيّة" كجريدة، وفي نهجها الجديد الذي اسْتُكْتِبتُ فيه، أرادت التوسع في مجالات أُخرى، موازية ومُصاحِبة، لمتابعاتها وتغطياتها وتحليلاتها وأخبارها الرياضيّة، فأوجدت صفحات وزوايا غير رياضية، وتعاملت معها على أنها مرادفات وتنويعات وظلال للنشاط الرياضي، وهم لو أرادوا كاتبًا رياضيًّا في هذا المكان الذي نلتقي فيه معًا كل صباح، لما فكّروا بي، أو لكنت الخَيَار ما بعد المئة بالنسبة لهم.

 

ـ أعرف وأقدّر، وأتعاطف، مع من يضيق ذرعًا بمقالاتي، وبشكل أكثر تحديدًا: أتفهم ضجر من لا يحب قراءة الكتب من مقالاتي التي يدور معظمها حول الكتب والقراءة والأدب والفن والنقد، أدري أنها بالنسبة لمن لا تستهويهم قراءة الكتب، ثقيلة ثقل من يتحدّث عن أضرار التدخين في حضرة مدخّنين عُتَاة طول الوقت.

 

ـ استحملوني، وقلّلوا الشكوى، أوْ أسِرّوها في قلوبكم، واحتسبوا الأجر عند الله، هذه الصحيفة تدفع صُرَّةً ثقيلةً من الرّيالات مطلع كل شهر، وصاحبكم "غلبان": "بلاش زنّ.. رجاءً".