ثاني أوكسيد التلفزيون!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!،
كتابنا اليوم: "عن التلفزيون وآليّات التلاعب بالعقول" لبيير بورديو، ترجمة وتقديم درويش الحلوجي، دار كنعان للنشر:
ـ يحتكر ولا يكوِّن:
هناك نسبة هامّة من الأفراد الذين لا يقرؤون أي صحيفة، أولئك الذين وهبوا أنفسهم جسدًا وروحًا للتلفزيون كمصدر وحيد للمعلومات: يتمتع التلفزيون بامتلاك نوع من الاحتكار للحدث بدلًا من تكوين العقول!.
ـ نتائج الحياد مُنحازَة:
إذا كان من الممكن اعتبار أنّ العِلْم مُحايِد، فإنّ استخدامات العِلْم وتطبيقاته، أي التكنولوجيا، ليست مُحايِدَة!.
ـ في الفن:
فلوبير: يجب رسم ما هو رديء، بشكل جيّد!.
ـ نظّارات مَرَضِيَّة:
إنّ الصحفيين يشبهون "نَظّارات" خاصّة، بواسطتها يَرَوْنَ أشياء معيّنة ولا يَرَوْنَ الأشياء الأخرى!، كما أنهم يَرَوْنَ هذه الأشياء بطريقة معيّنة. إنهم يمارسون عملية اختيار ثمّ عملية إعادة تركيب لذلك الذي تم اختياره!.
ـ يوسف زيدان وغيره كثير:
بالنسبة لبعض فلاسفتنا، وبعض كتابنا: أنْ تكون، ذلك يعني أنْ تُدْرَك من خلال شاشات التلفزيون!،..، ليس لدى هؤلاء من طرق أخرى إلا،...، أنْ يكتبوا،...، كتباً وظيفتها الأساسية،...، تأمين دعوتهم إلى البرامج التلفزيونيّة!.
ـ نرجسيّة:
أصبحت شاشة التلفزيون اليوم نوعًا من مرآة نرجِس، مكانًا لاستعراض حُب الذّات!.
ـ الحقيقة:
لا يمكن السعي لقول شيء عبر التلفزيون غير ذلك الذي تَحَدّد مُقدَّمًا مِن قِبَل أولئك الذين يمتلكون هذه المُحَدّدات!، أي من قِبَل المُعلنين الذين يدفعون ثمن إعلاناتهم، مِن قِبَل الدولة التي تمنح الدّعم!.
ـ نصب ونصيب:
عندما يتعلّق الأمر بإحدى القنوات التلفزيونية، إذا لم نعرف اسم المالك، و"نصيب" كلّ من المعلنين في الميزانيّة، وقيمة الدعم الذي تقدّمه الدولة، لا يُمكن فهم شيء كثير!.
ـ مبدأ الحُوَاة والسّحَرَة:
إنّ الحُوَاة والسَّحَرَة لديهم مبدأ أوّل، يتمثّل في جذب الانتباه نحو شيء آخَر غير الذي يقومون به!.
ـ ماحاولته قناة الجزيرة وانهدم:
الصورة يمكنها أنْ تؤدّي إلى رؤية أشياء، وإلى الاعتقاد فيما تراه. هذه القدرة على الاستدعاء لها تأثيرات ونتائج "تَعْبَوِيَّة"!، يمكنها أنْ تخلق أفكارًا أو تعبيرات، لكن يمكنها أيضاً أنْ تخلق "مجموعات"!.
ـ أقنعة لا قناعات:
مع بعض التّنكّر والأقنعة الماكِرَة، يتم الحصول بواسطة التلفزيون، على تأثير ليس بعيدًا عن ذلك الذي يُمكن أنْ تحصل عليه مُظاهَرَة تتكوّن من خمسين ألف فَرْد!.
ـ لا تثق بالنقد الصحفي كثيرًا:
إذا تحدّث "س" من الصحفيّين عن كتاب في صحيفة ليبراسيون، وَجَبَ على "ص" أنْ يكتب عنه في صحيفة اللوموند!،..، حتّى وإنْ كان يرى أنّه كتاب تافه أو بلا أهميّة، والعكس صحيح!.
ـ كم عدد متابعيك؟!:
مسألة الأوديمات تُوجَد حاليًّا داخل كل العقول، توجد اليوم "عقليّة أوديماتيّة" مهووسة بقياس نِسبة الإقبال!.
ـ التلفزيون ضد الفكر:
التلفزيون لا يقبل كثيرًا التعبير عن الفكر!،...، علاقة سلبيّة بين العُجالة الطّارئة وبين الفكر!،...، هل يمكن التفكير أثناء الّلهاث بسرعة؟!، ألا يُدان التلفزيون بأنه لن يحصل على الإطلاق إلّا على مُفكِّرين،...، يفكّرون بأسرع من ظلّهم؟!.