"للتاريخ يا هلال"
درجت على قلمي عبارة "الحقيقة تظهر ولو بعد حين"، ليقيني التام بأن الحقائق لا يمكن أن تطمس حتى ولو تقادمت السنون، ولا بد لليل أن ينجلي بصبح حقيقة حتى تنفس الضياء، سنوات والهلال يوسم بأقذع التهم وأشنعها من منافسين أتعبتهم نجاحاته في الملاعب والمنصات حتى باتوا يتخبطون دون هدى، وبدلًا من جعله نموذجًا حقيقيًّا للنجاح يقتدى بنجمه ويُسار على نهجه، حدث له ما يحدث في أغلب بلدان العالم كالريال في إسبانيا، والبايرن في ألمانيا، واليونايتد في إنجلترا، والأهلي في مصر، والعين في الإمارات، والميلان في إيطاليا، وهذه ضريبة الزعامة.
من خلال تهم جوفاء بالفساد تارة والمحاباة أخرى، حتى وسم بالنفوذ والدلال، وهي تهم مبنية على قرائن لو وقعت على غيره لتطابقت على ما تطابق عليه، فالأخطاء التحكيمية استفاد منها وتضرر كالبقية، لكنهم لم يكونوا يتعاملون معه بالمنطق، بل بـ "هوى النفس"، وصاحب الهوى لا يمكن أن يرى الحقيقة حتى إذا رأى هواه حقيقة لا يأتيها الباطل، والقرارات المكتبية تعرض فيها لإجحاف لم يتعرض له أحد من المنافسين، حتى أنه حرم في قديم العهد من تسعة لاعبين دوليين قبل مباراة قارية ختامية كالتي يستعد لها بعد يومين بإذن الله، فقرر الانسحاب خوفًا على تاريخه ونال خصمه الياباني اللقب، وهي فرصة تاريخية لزعيم القارة باسترداد ما سلب منه سابقًا.
لقد جاءت هذه المرحلة التاريخية، وكنت أظنها لن تأتي لتنصف الهلال، ففي الوقت الذي تتساقط فيه الفرق الأخرى بقضايا فساد أو ديون يقف شامخًا بمنأى عنها، لا هذه ولا تلك وهذه ليست "صك براءة" له فقط، بل شهادة للتاريخ ستحفظها الأجيال المتعاقبة، على الرغم من أن براءته كانت ماثلة لكل صاحب لب، فالفريق الذي تزعم القارة ونال لقب فريق القرن ونال البطولات العربية والخليجية ليس بعاجز عن تحقيق الألقاب المحلية، وليس في حاجة إلى مساعدات لوجستية، ولأن الشيء بالشيء يذكر، بودي أن أذكر نفسي قبل الآخرين بخطورة النيل من الذمم والتشكيك في النزاهة دون دليل بيِّن أو برهان ساطع، وعلى أولئك الذين ظلوا لسنوات طويلة يكيلون التهم للهلال والهلاليين أن يتقوا الله في أنفسهم قبل أن يتقوه في الآخرين، فالقضية كلها للترويح عن النفس من خلال "جلد منفوخ" تتقاذفه الأرجل.
الهاء الرابعة
عش الحياة ولا تقيدك الاحزان
خل الفـرح يمسح وجيـه الكآبه
لو كانت الدنيا بها خير ماكان
ماتوا جميع الانبياء والصحابه.