"حصانة الأندية"
لم أستغرب من حالة الغضب العارم عند بعض جماهير النادي الأهلي، بعد كشف ملابسات قضية العويس، فجل جماهير الأندية وليس كلها تحيط أنديتها بهالة من "الحصانة" كأنها معصومة من الأخطاء لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، رغم أن القضية واضحة من بدايتها بظهور ملامح فساد وتخريب استخدمت فيها طريقة "قهر الرجال" المستعاذ منها شرعا.
وبودي أن أوجه رسالة لكل عاشق للأهلي واسأله عن شعوره لو أن ناديا محليا أغرى "عمر السومة" مثلا بالأموال والرشاوى قبل حوالي عام من نهاية عقده وحرم الفريق من خدماته خلال هذه الفترة وهو بأمس الحاجة إليها، ثم "اخترق" معسكر المنتخب الوطني "على اعتبار أنه لاعب مواطن" وقام بتقديم مبلغ "8500000" ريال على دفعتين عن طريق قائد ذاك الفريق وصاحب مكتب تعاقدات يعمل مع النادي "المخرب" واليد اليمنى لعضو شرف، ثم "يخطف" اللاعب ويخفيه عن الأنظار وعقده مازال ساريا، ويتم إخراجه من السعودية إلى بلد مجاور، وبعد دخوله الفترة الحرة بدقائق يغرد برغبته في الانتقال، وبعد ساعات يظهر في مقر النادي "المخرب" ويرتدي شعاره ويوقع عقدا معه ويقيم الأفراح والليالي الملاح "نكاية" بالنادي الأهلي وتقزيما له ولرجاله وجماهيره.
بعدها ماذا ستنتظر من "الجهات الرسمية"؟ هل تنتظر تطبيق العدل والقانون والضرب بيد من حديد أو غض الطرف والانصياع للنفوذ وبالتالي تنتشر الفوضى ويستفحل الفساد؟.
إن غضب الجماهير الأهلاوية طبيعي، لكنه توجه توجها خاطئا، فالواجب أن يصب الغضب على من ورٌط النادي في هذه القضية برفع قيمة اللاعب أولا ثم في الدخول في دهاليز فساد من أجل كسب صفقة على طريقة "كسر الخشم".
وعلى جماهير الأهلي إن أرادت أن تغضب أن توجه غضبها إلى من استغفلها وأقنعها بأنه "جامعة قانون" والحقيقة إنه ناد يخطيء ويصيب، وقد استمرأ بعض مسيريه وتجبّر وقفز على القانون، مستغلا نفوذه وفاردا عضلاته المالية على قضية كانت ستكون يسيرة لو مرت وفق الطرق النظامية.
كنت أرجو لو تعامل الأهلاويون بنفس الطريقة التي تعاملت معها بقية الأندية في تقديم "المصلحة العامة"، كما تعامل الهلاليون مع إلغاء عمل لجنة توثيق البطولات، وكما تعامل النصراويون مع تحذيرهم بشأن قضاياهم المالية، ومع إقالة أمينهم السابق وتحويل قضيته إلى هيئة الرقابة والتحقيق، وكما تعامل الاتحاديون مع إقالة الرئيس وفتح ملف الديون ومنع ستة من الرؤساء السابقين وتحويل ملفهم وملف الرئيس أنمار الحائلي إلى جهات التحقيق، وهو المتهم بقضية تزوير، أو كما تعامل الرائديون بقضية مشابهة لرئيس ناديهم السابق.
أما حالة التصعيد "التويترية" فهي لن تجدي ولن تضر ولن تقف أمام "مشروع وطن" يسعى لتطهير البلد من المفسدين وليست الساحة الرياضية فقط.
وحالة التصعيد هذه مضرة للأهلي، فربما يصبح المسؤول الأول عن الرياضة مجبرا على تطبيق نص اللوائح بحذافيره بدلا من التعامل بروح القانون أو نظام التدرج في العقوبات التي قد تصل إلى "تهبيط الفريق" للدرجة الأدنى كما حدث مع "المجزل".
أما مسألة الذهاب إلـى"فيفا" والتواصل مع أعداء الوطن فهذه "أضحوكة"، الهدف منها ممارسة الضغوطات على الجهات الرسمية ومحاولة إبعاد الفساد عمن قاموا به، ولو كان الذهاب إلى فيفا مفيدا لذهب "اليوفي" الذي جرد من لقبه كبطل للدوري ثم أرسل إلى الدرجة الأدنى.
الهاء الرابعة
ياقربهم وقت الرخا والسواليف
ويابعدهم بالضيق لاصرت محتاج
قومٍ إليا أقفوا ماعليهم تحاسيف
بعض الوجيه فراقها طب وعلاج