2017-09-30 | 04:27 مقالات

قرارات كبيرة.. في مواجهة "الرأي" و"الراية"

مشاركة الخبر      

اتخاذ القرارات أمر صعب جدًا، لكن الأصعب منه تنفيذها، وأصعب منهما معًا التنفيذ بسرعة، وبدقة، وإخلاص.

 

وحين يتعلق القرار بالرياضة، وكرة القدم تحديدًا، فإن إصداره يصبح غاية في الصعوبة؛ لأنه يصطدم مباشرة بالجماهير، الذين صبغوا قلوبهم بألوان أنديتهم، وصارت العاطفة العمياء، هي رأيهم و"رايتهم"، وطريقهم و"طريقتهم"، في الذود عن مكاسب الفرق التي يشجعونها، والدفاع عن مصالحها، بما يضمن بقاء البطولات في متناول "الممكن".  

 

ولذا يستوجب القيام بخطوة كبيرة مثل كهذه "أقصد اتخاذ قرار جديد صادم" وجود قائد جريء، وشجاع، وحاد، عنده الاستعداد التام لمواجهة الجموع، وترويض رد الفعل الجَمُوح.

 

.. ولهذا كان تركي آل الشيخ، الرجل الذي ملأ الهيئة العامة للرياضة بالعمل، ولم يضع قلمه في جيبه منذ المرة الأولى التي نزعه منه، فهو ينتقل من إمضاء قرار إلى آخر، ومن كتابة الملاحظات على معاملة، و"الشكر" على أخرى.

 

قبل أسابيع ‏اعتمد معالي الوزير "الرئيس" تشكيل لجنة لاستكشاف، واستقطاب المواهب الكروية من مواليد المملكة، وبعد ذلك بأيام كانت اللجنة تنجز مهمتها على أرض الملعب، ولمَّا آتت التجربة أُكلها، كان قرار التمديد بعد أيام من ذلك، يلبس ملابسه ليخرج للناس، فأُعلن البيان التالي: "‏معالي رئيس مجلس إدارة ‫الهيئة العامة للرياضة يوجه بتمديد استقطاب المواهب لتشمل الرياض والأحساء وجازان".‬

 

‏هذا مثال واحد، من أمثلة كثيرة سمعناها قولًا، ثم رأيناها رأي العين، عملًا دؤوبًا "يسر الناظرين".

 

وحتى المشاريع العالقة، والقضايا المعلقة، والبرامج المتعثرة، والأموال المتأثرة بشح الإيرادات، أو سوء الإدارات، أُمهلت 30 يومًا لحلها، وعلاج الأمراض التي أصيبت بها، والتحقيق مع المطورين المتورطين في هدر وقت تسليمها، ثم إعلان النتائج!

 

وحين تعلن النتائج، سيصبح العقاب حَتمًا مَقْضِيًّا، وسيكون تنفيذه "أمرًا نافذًا" فمنهم من سيمر كلمح البصر، ومنهم من سُيخدش وينجو، ومنهم من سيسقط في في نار الخسارة والعار!  

 

قبل 27 يومًا كتب معالي الوزير في تغريدة "‏أتى من ينفض الغبار، ويكشف الأقنعة.. القوة، القوة، لا بارك الله في الطبطبة، والضعف"، لم يكن حينها يتحدث عن الرياضة، ولا عن نفسه، لكنه كان مؤمنًا بذلك، ولهذا اقتبسَ شيئًا منه، وأضاء به روحه.

 

نعم هو زمن التنفيذ بالقوة، ولذلك يحتاج هذا الزمن إلى رجل قوي مثله، وإلا من الذي كان يقدر أن يُلزم الأندية الممتازة بعقد جمعية عمومية استثنائية لكل نادٍ، خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا؟!.. لا أحد، كثيرون حاولوا، لكن كانت الأندية وجماهيرها قوية بما يكفي لتماطل، وتتملص، حتى جاء من هو أقوى منها، وصار عليها أن تنفذ، في إطار المهلة المُحددة.

 

لكل واحد منا "نحن معشر الإعلاميين، والجماهير، والرياضيين" ملاحظاته على بعض القرارات، وانتقاداته على آلية تطبيقها، وربما رفضه الكامل لعدد منها، وهذا شيء مفيد، إن كان مجردًا من أهوائه، لكن المتفق عليه أكثر مما هو موضع خلاف أو اختلاف، ولهذا يصبح انتظار ما سيأتي من دون إثارة نقع سببًا جيدًا في أن تنجز "الهيئة" ما وعدت وتوعدت به، ولهذا نحن مؤيدون لها، وننتظر نتائج قراراتها المهمة والكبيرة "على الأقل أتحدث هنا عن نفسي".