2017-10-02 | 03:48 مقالات

زعل الشايب

مشاركة الخبر      

 

 

لو قدّر لي لقاء "رامون دياز" المدير الفني لفريق الهلال لأهديت له كتاب "سيكيلوجية الجماهير" للفيلسوف الفرنسي "جوستاف لوبون" ليقيني بأنه بمجرد قراءة الكتاب قراءة عابرة سيتغيّر لديه كثير من الانفعالات عن "نفسية الجماهير" والمعني بالجماهير هنا حتى الآن وفي الكتاب "الجماهير عامة" وليس المراد بها "جماهير كرة القدم".

 

ولأن المثال يفسر المقال ويشرحه ويظهر مقاصده ومعانيه سأطرح لكم مقتطفات من واحد من أهم الكتب في التاريخ "الميزة الأساسية للجمهور هي انصهار أفرادها في روح واحدة وعاطفة مشتركة تقضي على التمايزات الشخصية وتخفض من مستوى الملكات العقلية.

 

"هكذا نجد أن عمل الجماهير لا يخدم قضية التقدم دائماً فما يدمر ليس دائماً تلك العقبات الأكثر عرقلة للتنمية، فالجماهير تجيش العناصر الرجعية مثلما تجيش العناصر الثورية".

 

"إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياح على هواها". 

 

"السهولة التي تنتشر فيها بعض الآراء وتصبح عامة تعود بشكل خاص إلى عجز معظم الناس عن تشكيل رأي خاص مستوحى من تجاربهم الشخصية في المحاكمة والتعقل".

 

وقد حاولت جاهداً في الاختيار وأخذ مني ذلك وقتاً طويلاً فالعبارات متوافرة والمحاذير كثيرة ولأنني من فترة قررت "عدم الخوف من الجماهير" كما يفعل حتى علماء الدين فإنني اخترت ما يناسب الوضع العام للجماهير الرياضية في كل المدرجات بلا استثناء. 

 

فهذه الجماهير التي تقاطع فريقها بحجة ضعف المستوى هي التي تقاطعه وهو يقدم أجمل المستويات وما كان العذر الأول إلا تبريراً لتقصير والإنسان عامة يبرع في تبرير أفعاله حتى "القاتل" يجد ذريعة لنفسه بموجبها استحل الدماء. 

 

على دياز أن يستوعب حقيقة مشاعر الجماهير وانفعالاتها وأنها في تلك اللحظات لا يحكمها منطق، بل عاطفة جياشة تتميّز محلياً كثقافة مجتمع بإدمان "جلد الذات" وطغيان النظرة السوداوية في جميع مناحي الحياة وليس في كرة القدم فقط. 

 

وعلى الجماهير أن تستوعب أن أي فرد فيهم لا يرضى الوصاية في قناعاته وقراراته من أحد حتى في هوامش الأمور وهذا ما أغضب "الشايب اللاتيني" حينما توقع الدعم فوجد الامتعاض وهو الذي يملك تاريخاً حافلاً بالنضال دون قناعاته حتى وهو يصر على مشاركة "ماتياس" وعلى الرغم من يقيني بفشله إلا أن مستواه في الشوط الأول من لقاء القادسية فتح لي "نافذة أمل". 

 

الهاء الرابعة

 

‏زلة لسان الآدمـي بعض الأحيان

‏تقـطع علاقـات الرفيـق "برفيقـه"

‏كم من رفاقه دامت أزمان وأزمان

‏عقـب المعزة تنتهي في "دقيقـة"