2017-10-19 | 05:22 مقالات

"الهلال وكفى"

مشاركة الخبر      

 

 

 

للهلال مع البطولات قصة عشق بدأت قبل أن يبلغ الحلم، واستمرت مسيرة المجد حتى الآن وفق معايير تفوق خارج الملعب وداخله، فالتكاتف الشرفي والمحافظة على نسق الوئام والتلاحم من أجل الكيان ونبذ الخلافات الشخصية والانتصار للرأي.. فكل شيء ينتهي أمام مصلحة الزعيم.

 

والإدارات المتلاحقة تحفظ الفضل للسلف وتجهز الفريق للخلف، واللاعبون مخلصون أوفياء، حتى الأجانب منهم يحضرون كمحترفين ويغادرون عشاقا.

 

الجماهير الزرقاء صاحبة الكثافة الأكبر وبلغة الأرقام التي لا ينكرها إلا صاحب هوى، وصاحب الهوى لا يعتد برأيه، فهو لا يرى الحقيقة حتى لو كانت مجردة،  هو باختصار "نموذج فاخر" ليس من الخطأ تقليده أو الحذو حذوه، ومع ذلك كل من ينتمي إليه بشر يخطئون ويصيبون، ولكنهم في الغالب لا يكابرون ويصرون على الأخطاء، فعمليات التصحيح تحضر دائما في الأوقات المناسبة.

 

من هذه الأخطاء ضعف التعامل مع "البطولة الآسيوية" واعتبارها "كل شيء"، حتى تحوّلت إلى ما يشبه العقدة. 

 

كان الفريق يبدع ويتجلى في الملعب محليا في الأوقات المتزامنة مع مراحل الحسم في بطولة القارة، والحضور والمساندة تكون ضعيفة والمدرج يردد "آسيا آسيا"، وكأن البطولة المحلية غير مهمة والأساس في الحكم القارية، بدليل ضعف الحضور وترديد الأهازيج، حتى بات الفريق يخرج على يد فرق أقل منه بكثير، فالهلال كان يخسر لسوء مستواه وليس لتفوق الخصم عليه، هذا عدا تركيز بعض الإدارات والتصريح بأن البطولة القارية "هدف أساس".. ولا استثني الإعلام طبعا.

 

بدأت بعض ملامح هذه الظواهر السلبية في التلاشي، وبدأ الفريق يشق طريقه ويظهر قويا متماسكا ويصل لأدوار متقدمة كما فعل في هذه النسخة، فهو الآن على مقربة من اللقب بعد الوصول إلى النهائي، وقبل ليلتين تأهل على حساب الفريق الإيراني في مباراتي نصف نهائي لم تحتضن الرياض إحداهما، وبالتالي فالفريق غائب عن جمهوره منذ ما يقارب الشهر. فهل نرى في مبارياته الدورية القادمة والمهمة حضورا ومساندة كتشجيع لهم وشكر على مابذلوه وإشعارهم بأهمية أي وكل بطولة، وأن "الآسيوية" بطولة كغيرها من البطولات، إن تحققت فهذا المراد وإن لم تتحقق فالمشوار طويل والبطولات الأخرى قائمة.. مع الابتعاد الكلي عن ترديد "آسيا آسيا". 

 

الهاء الرابعة 

 

‏سمح الله طريقك لا نويت الرحيل 

‏منت الأول على درب الموادع رحل 

‏قبلك الناس واجد سوّت المستحيل 

‏ودها ما توادع "والموادع" حصل