شمس العلم وقمر الفن!
الحيوان يعيش، الإنسان يكتشف!.
ـ معرفة أنّه لا يعرف، هذه هي ميزة الإنسان عن بقيّة الكائنات الحيّة، وهو متى ما فقد هذه الميزة، فقد إنسانيّته!.
ـ الكشف عمل إنساني بالضرورة، ربّما لذلك ابتكرت الإنسانيّة الفنون والآداب: ليظلّ اللّبس قائماً، والغموض حاضراً، طوال الوقت!.
ـ هل ابتكرت الإنسانيّة الفنون والآداب، لأنّها خافت حقًّا من قدرة العلوم على الوصول إلى أبعد نقطة قبل الموعد الطبيعي المحدّد لنهاية الكون: سؤال مدوّخ، وقد يكون غير منصف، إذ من الواضح أنه ميّال إلى الفن أكثر من العلم!.
ـ حين يعجز العلم عن معرفة شيء، أو عن تجاوزه، يمسح عرق جبينه بمنديل معادلاته، ويعترف بالقصور!. بعدها يغيّر أدواته البحثية، وربما يغيّر أسئلته قبلها!.
ـ الأدب ينهج نهجاً آخر، هو حين يفشل في الحصول على إجابات لأسئلته، يعيد فقط صياغتها بأساليب أخرى!.
ـ العِلم يحفر في الزمان ليغيّر المكان، بينما الفن يحفر في المكان ليغيّر الزمان!.
ـ العِلم يموت إن لم يجد الإجابة، بينما يموت الفن متى ما عجز عن الأسئلة!، لذلك فإنه في كل عِلْم، جينات فنيّة خافية، هي التي تبشِّر دائماً ببقائه!، وفي كل أدب ، جِينات علميّة، تُنذر بفنائه!.
ـ ما أنْ يتحوّل العلم كليًّا إلى فنّ حتى تبدأ الشعوذة، وتعم الفوضى!. وما أنْ تتحول الفنون والأدب كليّاً إلى عِلْم، تكون نهاية المشاعر والأحاسيس، ويصبح اللعب مقيّداً بجَدِّية ذات نظام خانق!.
ـ العِلْم شمسيّ الهواء، والفن قَمَرِيّ الهوى!.
ـ تريد العِلْم: انهض مبكّراً..، تريد الفن: صاحِبْ هزيعاً من الليل أخير!.